عيد الأضحى في الشرقية.. تكبيرات بالملايين وخطبة عن التضحية من أجل الوطن
احتشد ملايين المواطنين في مختلف مدن وقرى محافظة الشرقية، صباح اليوم الجمعة، الموافق 6 يونيو 2025، الموافق العاشر من ذو الحجة 1446 هـ، وأُديت صلاة عيد الأضحى المبارك، في أجواء إيمانية وروحانية مبهجة، امتلأت خلالها الساحات والمساجد بتكبيرات العيد، والوجوه المشرقة التي عكست فرحة المصريين بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
وكانت مديرية الأوقاف بمحافظة الشرقية، قد أعلنت في بيان رسمي صادر عن الدكتور محمد إبراهيم حامد، وكيل وزارة الأوقاف، أنها جهزت أكثر من 5000 مسجد على مستوى المحافظة، بالإضافة إلى تخصيص 817 ساحة شعبية مفتوحة لأداء صلاة العيد، موزعة على مراكز الشباب وأفنية المدارس وبعض الأراضي الفضاء، وذلك بعد معاينتها ميدانيًا والتأكد من جاهزيتها وصلاحيتها لاستقبال المصلين.
وأكد حامد أن المديرية انتدبت 1634 إمامًا وخطيبًا لصلاة العيد، جميعهم معتمدون من الوزارة لأداء الخطبة الموحدة، والتي لا تتجاوز مدتها 10 دقائق، مراعاة لأحوال المصلين وتيسيرًا عليهم. كما تم السماح باصطحاب الأطفال في الساحات المخصصة، وتخصيص أماكن منفصلة للسيدات، تشارك فيها واعظات معتمدات من الوزارة، لضمان الالتزام بالتعليمات الشرعية والتنظيمية، في أجواء آمنة ومنضبطة.
بلبيس.. ساحة العيد الكبرى
وفي مدينة بلبيس، شهدت الساحة الشعبية الكبرى أحد أكبر تجمعات المصلين على مستوى المحافظة، حيث احتشد قرابة 50 ألف مصلٍ لأداء الصلاة، وسط إجراءات تنظيمية مشددة، وبمشاركة الأجهزة التنفيذية، وعلى رأسهم اللواء أحمد شاكر رئيس مجلس المدينة، ونائبه المحاسب وائل العايدي، والشيخ عبد الحميد محمود، مدير إدارة أوقاف بلبيس.
وقد أمّ المصلين وخطب خطبة العيد الشيخ عمر محفوظ، إمام وخطيب مسجد الكويتية، التي جاءت بعنوان: «الأُضحية والتضحية»، تحدث فيها عن معاني البذل والفداء والطاعة لله، مستلهمًا من قصة سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام.
التضحية سبيلُ المجد والرفعة
وفي خطبته، أكد الشيخ عمر محفوظ أن الأضحية ليست مجرد شعيرة، بل هي تجسيد حقيقي لمعاني الطاعة والاستسلام لأمر الله، وأن عيد الأضحى هو يوم فرح ومكافأة من الله عز وجل، مشيرًا إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر.
وأضاف: "كل أمة تريد أن تنهض وتنافس في ميادين التقدم؛ لا بد لها أن تقدم التضحيات، سواء في النفس أو المال أو الجهد".
وأوضح أن العيد مناسبة للتواصل والفرح، فهو صلة للأحياء، تتجدد فيه الروابط الأسرية والاجتماعية، داعيًا إلى الإكثار من ذكر الله في هذه الأيام المباركة، والتكبير والتهليل والتحميد، اتباعًا لسنة النبي، واقتداءً بالسلف الصالح.
دعوات بالأمن والخير لمصر
وختم محفوظ خطبته بالدعاء بأن يعيد الله عز وجل هذا العيد على مصر والمصريين بالأمن والخير واليُمن والبركات، وأن يحفظ الوطن من كل سوء، مؤكدًا أن الرسالات السماوية كلها قامت على مبدأ التضحية، وأن أنبياء الله تحمّلوا الأعباء، وأنفقوا من أموالهم وأوقاتهم، نصرةً لدين الله ودعوةً لعباده إلى الحق.
وبذلك رسمت محافظة الشرقية صورة إيمانية وطنية متكاملة، عبّر فيها المواطنون عن فرحتهم بالعيد، وارتباطهم بهويتهم الدينية، واستجابتهم لتوجيهات الدولة بتنظيم الفعاليات الدينية بما يضمن الأمن والسكينة والالتزام.