رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

«هجوم العنكبوت» يكسر هيبة روسيا

بوابة الوفد الإلكترونية

محادثات إسطنبول تجمع موسكو وكييف وسط أعمدة الدخان والانهيارات الجوية
 

جلس مسؤولون روس وأوكرانيون فى إسطنبول أمس الاثنين لعقد الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة منذ عام ٢٠٢٢ لكن الجانبين لا يزالان بعيدين عن التوصل لأى اتفاق بشأن إنهاء الحرب فى ظل تصاعد القتال على جبهات متعددة، حيث دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب روسيا وأوكرانيا إلى إحلال السلام لكن الطرفين لم يستجيبا حتى الآن رغم تحذيرات البيت الأبيض مرارا من أن الولايات المتحدة ستنسحب من الملف إذا استمر العناد وفشل الطرفان فى التوصل إلى اتفاق سلام.
أسفرت الجولة الأولى من المحادثات التى عقدت فى السادس عشر من مايو عن أكبر عملية تبادل للأسرى فى الحرب دون أن تظهر أى علامة على وقف إطلاق النار أو أى تقدم حقيقى إذ اكتفى كل طرف بعرض مواقفه التفاوضية الافتتاحية.
ترك الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى العالم فى حالة من الترقب بشأن مشاركة بلاده فى الجولة الثانية لكنه أعلن لاحقا أن وزير الدفاع رستم عمروف سيقود الوفد الأوكرانى فى الاجتماع الذى حضره عن الجانب الروسى مساعد الكرملين فلاديمير ميدينسكى الذى استشهد بنابليون بونابرت ليؤكد أن الحرب والمفاوضات يجب أن تتم فى وقت واحد.
وما زاد المشهد تعقيدا تعرض خمسة مطارات روسية للهجوم اول أمس الأحد ضمن عملية أطلقت عليها أوكرانيا اسم شبكة العنكبوت وهى أجرأ مهمة تنفذها داخل الأراضى الروسية منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات استهدفت العملية أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية الذى اعتبر طويلا بعيدا عن متناول كييف
تصاعدت أعمدة الدخان فوق قاعدتى أولينيا وبيلايا وظهرت لقطات لطائرات أسرع من الصوت تبلغ قيمة الواحدة منها ٧٥ مليون جنيه إسترلينى وهى تتحول إلى كرات نارية بفعل طائرات بدون طيار تكلفتها لا تتجاوز بضعة آلاف من الجنيهات ما كشف عن حجم سوء تقدير الكرملين.
قال مسؤولون أوكرانيون: إن العملية أدت إلى تدمير ما يصل إلى ٤٠ من قاذفات القنابل الروسية الأكثر تطورا ما يمثل ربما ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية بالكامل وتم ذلك خلال ساعات قليلة فقط
ذكرت شبكتا سى بى إس وأكسيوس أن كييف لم تبلغ إدارة ترامب بخططها التى استغرق إعدادها ١٨ شهرا ما يعنى أن لقاء زيلينسكى فى المكتب البيضاوى فى فبراير الماضى مع ترامب وجى دى فانس الذى اتخذ شكل جلسة الكراهية كان يجرى بينما تدور الخدعة السرية فى خلفية المشهد.
فيما شنت روسيا موجة من الضربات الانتقامية خلال الليل قبيل مفاوضات السلام بين البلدين فى وقت لاحق من اليوم نفسه تضمنت واحدة من أبرز الهجمات فى الحرب حيث تم تهريب عشرات الطائرات بدون طيار إلى أعلى شاحنات شحن قبل تنفيذ ضربات على أهداف تبعد ٢٥٠٠ ميل عن الحدود الأوكرانية
اقترح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فكرة المحادثات المباشرة بعد مطالبة أوكرانيا والقوى الأوروبية بوقف لإطلاق النار وهو ما رفضه الكرملين أعلن بوتين أن روسيا ستعد مذكرة تتضمن الخطوط العريضة لاتفاق محتمل وبعد ذلك ستناقش وقف إطلاق النار فى المقابل قالت كييف خلال عطلة نهاية الأسبوع إنها لا تزال تنتظر مسودة المذكرة الروسية
أوضح كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكى أن موسكو تسلمت بالفعل مسودة مذكرة من أوكرانيا وأبلغ وكالة ريا الروسية أن الكرملين سيرد عليها امس الاثنين كما أعلن مبعوث ترامب كيث كيلوج أن الطرفين سيقدمان فى تركيا وثائق تتضمن أفكارهما بشأن شروط السلام رغم أنه أقر بأن موسكو وكييف لا تزالان بعيدتين عن التفاهم بعد ثلاث سنوات من الحرب
قال كيلوج إن الولايات المتحدة ستشارك فى المحادثات كما سيرافقها ممثلون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا دون أن يحدد مستوى التمثيل الأمريكى فى الاجتماعات
حدد بوتين فى يونيو من العام الماضى شروطه لإنهاء الحرب إذ يجب على أوكرانيا التخلى عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسى وسحب جميع قواتها من الأراضى التى تطالب بها روسيا وتسيطر على معظمها وتشمل أربع مناطق أوكرانية
أعد المفاوضون الأوكرانيون من جانبهم خارطة طريق للتوصل إلى تسوية دائمة تتضمن بنودا واضحة وفقا لنسخة من الوثيقة لن تكون هناك قيود على القوة العسكرية لأوكرانيا بعد الاتفاق ولا اعتراف دولى بالسيادة الروسية على الأراضى التى سيطرت عليها قوات موسكو ولن تكون هناك تعويضات لأوكرانيا
جاء فى الوثيقة أن خط المواجهة الحالى سيكون نقطة الانطلاق للمفاوضات حول الحدود وتسيطر روسيا حاليا على نحو خمس مساحة أوكرانيا أى ما يعادل ١١٣١٠٠ كيلومتر مربع وهو نفس حجم ولاية أوهايو الأمريكية تقريبا
وبحسب تحليل نشرته صحيفة التليجراف عندما يلتقى الوفدان الروسى والأوكرانى وجها لوجه فى قصر سيراجان فى إسطنبول سيبحث الوفد الروسى عن سبل للتلكؤ وأشار إلى أنه من المقرر أن يقدم الطرفان مذكراتهما التى تحدد الخطوط العريضة لأى اتفاق لإنهاء الغزو الروسى الشامل بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدئه
ولفتت الصحيفة الى شعور الروس بالقلق من أن واشنطن بدأت ترى فيهم العقبة الأساسية أمام وقف إطلاق النار وقد يسعون إلى توظيف الهجوم الأوكرانى الأخير على الطائرات الحربية النووية لتعطيل مسار المحادثات أكثر وربما يدعون أن الغارة داخل العمق الروسى تثبت أن كييف لا تسعى لوقف القتال
من غير الممكن التنبؤ بكيفية رد ترامب الذى يلعب دور الوسيط على مثل هذا الطرح وربما تمنح التطورات الأخيرة الروس مزيدا من الوقت لتفادى تنفيذ تهديد الرئيس الأمريكى بفرض عقوبات قاسية إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار قريبا.