رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

القصة الكاملة لأزمة محمد الباز ونوارة نجم.. ساويرس والبلشي يدخلان على خط المواجهة

محمد الباز ونوارة
محمد الباز ونوارة فؤاد نجم

في مشهد قضائي وإعلامي معقد وجدل مستمر بين حرية الصحافة وتجنب المساس بالكرامة والسيرة الشخصية بشكل قبيح، أعلنت الكاتبة نوارة أحمد فؤاد نجم، ابنة الشاعر الثائر، عن تنازلها عن الشق الجنائي من الدعوى المقامة ضد الإعلامي محمد الباز، وذلك بعد أن قضت المحكمة بحبسه شهرًا بتهمة الإساءة لوالدها في مقال أثار جدلاً واسعًا. 

وجاء التنازل مع تأكيدها على مواصلة السير في الدعوى المدنية، يفتح الباب واسعًا أمام نقاشات حول الحدود الفاصلة بين النقد المباح والتشهير المرفوض.

ثأر شخصي

ولم يكن قرار نوارة نجم، الذي أعلنته بوضوح عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك، نابعًا من مسامحة شخصية لما ورد في مقال الباز، على العكس تمامًا، فقد شددت نوارة على إدانة المحكمة الواضحة للباز وإثبات "الإساءة غير المغفورة" لسيرة والدها وتاريخه. 

ومع ذلك، وبناءً على مشاورات مع محامييها، أكدت نوارة نجم تمسكها بموقفها المبدئي الراسخ الرافض لحبس الصحفيين في قضايا النشر، "مهما بلغت درجة الخلاف". 

ويعكس هذا التنازل عن الشق الجنائي، مع الاحتفاظ بالحق المدني، رؤية أوسع تحاول الفصل بين العقوبة السالبة للحرية وبين ضرورة محاسبة منتهكي مواثيق الشرف الصحفي.

محمد الباز وأحمد فؤاد نجم
محمد الباز وأحمد فؤاد نجم

تشهيرا وتجريحا

وأشارت نوارة بمرارة إلى أن الباز لم يقدم "مجرد اعتذار" عن المقال، الذي تضمن "خوضًا في شرف والدها وتشكيكًا في وطنيته ومكانته الثقافية والفكرية التي لا يمكن الطعن فيها". 

ووصفت العبارات الواردة بأنها "إساءات بالغة طالت سمعة الشاعر وعائلته"، مؤكدة أنها "لا يمكن حتى تكرارها لما تحمله من تجاوزات أخلاقية ومهنية"، معتبرة أن هذا النمط من التناول لا يندرج تحت بند النقد، وإنما يمثل "تشهيرًا صريحًا وتجريحًا لا مبرر له".

مقال يفتح أبواب الجدل

وتعود شرارة الأزمة إلى مقال نشره الإعلامي محمد الباز بتاريخ 29 مايو 2024،  حمل عنوانا مثيرا حول مذكرات أحمد فؤاد نجم، تضمن بحسب الدعوى القضائية عناوين فرعية اعتبرت مهينة، شملت اتهامات للشاعر الراحل بالتورط في قضايا تزوير، وكتابة قصائد تودد لمسؤولي السجون، إضافة إلى زعم بوجود "لصوص بين أفراد أسرته". 

وأشعلت هذه الاتهامات الغضب العارم في الأوساط الثقافية والقانونية، وفتحت الباب أمام معركة قانونية وإعلامية شرسة، توّجت بحكم قضائي بالحبس، ثم جاء قرار نوارة نجم بالتنازل عن تنفيذ العقوبة الجنائية مع التمسك بالحق المدني.

لا حبس في قضايا النشر

وشكل موقف نقيب الصحفيين ، خالد البلشي، محورا مهما في هذه الأزمة. فقد أعلن البلشي عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس في قضية تتعلق بالنشر، مؤكداً الموقف الثابت لنقابة الصحفيين الرافض لتوقيع عقوبات سالبة للحرية في مثل هذه القضايا، التزاما بنص المادة 71 من الدستور والمادة 29 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام. 

كما شدد النقيب على تقديره للشاعر أحمد فؤاد نجم وتاريخه، مؤكداً ضرورة الفصل بين نقد الشخصيات العامة وتوجيه الإساءة لها، ومطالباً الصحفيين بالالتزام بالقواعد المهنية وميثاق الشرف، مرحبا بقرار نوارة، معتبرًا إياه "رسالة لجميع الأطراف للعمل معاً من أجل وقف العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر".

رأيٌ لا إساءة

من جانبه، علّق محمد الباز على صفحته مؤكداً أن تنازل ابنة نجم عن الشق الجنائي "يخصها"، وأنه لم يطلب من النقيب التدخل، واعتبر الباز أن هذا التنازل، إن كانت نوارة تعتقد أنه انتصار لحرية الرأي، فهو "يعنيها هي وطاقم محاميها الحقوقي". 

ورفض الباز مجددا اتهامه بالخوض في عرض الشاعر الراحل، موضحًا أن "الخصوم تحاول إيهام الناس بأنني خضت في عرضه، وتعديت عليه شخصيًا بالقول والوصف سبًا وقذفًا".

وأصر الباز على أنه "لم أخض في عرض أحمد فؤاد نجم، ولم أتعرض لحياته الشخصية كما فعل هو نفسه في أحاديثه وحواراته"، مؤكداً أنه "تحدث عنه كشاعرٍ أقدر موهبته الطاغية، لكن أرفض مواقفه وطريقة تعبيره عنها". 

واستشهد الباز بأن ما اعتبره البعض "تجاوزاً في حق نجم" هو ما قاله الشاعر عن نفسه، مذكراً باعترافاته بدخول السجن في قضية تزوير واختلاس. 

وأوضح أنه حذف الفيديو محل القضية "تقديراً لمشاعر ابنة الشاعر"، وليس اعترافًا بالإساءة، كما انتقد الباز قصائد نجم التي مدح فيها شخصيات مثل خالد الإسلامبولي وبشار الأسد والقذافي، متهماً إياه بالازدواجية وتقديم نفسه كـ"محارب للاستبداد" بينما "يمدح المستبدين".

ساويرس والرهان على القانون

لم تغب الآراء العامة عن هذه القضية الساخنة، حيث علق رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس عبر حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقاً)، مشددًا على أن "الخوض في شرف وأعراض الناس ليس قضايا نشر ويجب التصدي لمرتكبيها مهما كانت وظيفتهم واحترام أحكام القانون". 

وأشار ساويرس إلى أن "المتهم يكرر هذا الفعل فهو متخصص في الإساءة والتعريض"، مذكراً بأن لديه أحكاماً بالتعويض المدني على الشخص ذاته لم تنفذ، في حين تم حبس الناشر هشام قاسم ستة أشهر على نفس التهمة ونفذت.

فضائح وخلافات تلاحق الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم

وفي إحدى حلقات الباز على يوتيوب أثار الإعلامي مجموعة من المزاعم والخلافات المنسوبة للشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم، كشفت عنها تصريحات متداولة تتناول جوانب من حياته وعلاقاته، خاصة مع رفيق دربه الشيخ إمام.

وتضمنت المزاعم قصة أغنية "دولا مين ودولا مين"، حيث أشارت التقارير إلى أن إعجاب الفنانة سعاد حسني بالأغنية واقتناءها لها أثار نزاعاً بين نجم والشيخ إمام. 

كما تطرقت الادعاءات إلى "خيانة مالية" مزعومة، تفيد بأن نجم تقاضى أموالاً مقابل إحدى الأغاني دون علم الشيخ إمام، وهو ما أثار خلافاً كبيراً بينهما، وصفه البعض بأنه "قطيعة" نابعة من شعور بالخيانة.

واقعة الجزائر وغياب عن التكريم

كما تداول الباز واقعة حدثت في الجزائر، زُعم خلالها أن نجم تخلى عن الشيخ إمام بعد الاتفاق على إقامة حفلات مشتركة، وأنها تخللها نزاع حول تقسيم الأموال في الجزائر، وصرح أن اللافت كان غياب أحمد فؤاد نجم عن حفل تكريم أقيم للشيخ إمام. وذهب البعض إلى أن الدوافع المالية، وليس الاختلافات الفكرية، كانت وراء هذه الخلافات.

عضاض

وتناول التصريحات جوانب أخرى من حياة نجم، منها تورطه في كتابة "فوازير"، ودعم الروائي يوسف السباعي له بعد خروجه من السجن بتهمة تزوير. 

كما أشار إلى حادثة "الكفالة"، حيث زُعم أن صلاح جاهين ساعد في إخراج نجم والشيخ إمام ومحمد علي من السجن بكفالة، مع ادعاء أن نجم اختلس جزءاً من أموال الكفالة، وختم باقتباس منسوب للناقد رجاء النقاش يصف أحمد فؤاد نجم بأنه شخص "يعض بلا سبب".

وفي فيديو آخر طرح محمد الباز تساؤلات حول إمكانية اعتبار أحمد فؤاد نجم "إرهابيا"، ويستند الباز في رأيه إلى قصيدة كتبها نجم عن خالد الإسلامبولي، المتهم الرئيسي في اغتيال الرئيس السادات.

إرهابي لامتداحه قاتل السادات

ويبدأ الفيديو بالإشارة إلى أن البعض قد يعتبر أحمد فؤاد نجم "إرهابياً"، وهو ما يستنكره الباز في البداية، مع الأخذ في الاعتبار مكانة نجم كشاعر وطني،.

ويعرض الفيديو مقطعًا صوتيًا لأحمد فؤاد نجم وهو يلقي قصيدة عن خالد الإسلامبولي، ويشير الباز إلى أن الإسلامبولي يعتبره البعض في مصر "شهيدًا وبطلاً شعبيًا"، بينما يعتبره البعض في الغرب إرهابياً.

ويوضح أن قصيدة نجم لا تقتصر على خالد الإسلامبولي، بل تذكر أيضاً عطا طايل وعبد الحميد عبد السلام وحسين عباس، المتورطين أيضاً في اغتيال السادات.

ويعرض الفيديو مقاطع من القصيدة يمتدح فيها نجم هؤلاء الأشخاص بأوصاف مثل "خالد يا ابن الربيع والأمل والشمس والجمال"، و"ارفع الغطاء يا عطا يا عبد السلام يا عبد الحميد يا أجدع الرجال يا حسين يا تجسيد الفضيلة".

ويفسر الباز قصيدة نجم على أنها تمجيد لـ "قاتل" و"إرهابي"، ويتساءل عما إذا كانت معارضة الرئيس تبرر الاحتفاء باغتياله، وما إذا كان ذلك يصنف الشاعر بأنه يدعم مثل هذه الأفعال.