»ﺗﺮاﻣﺐ« ﻳﺬﺑﺢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴين ﻗﺒﻞ ﻋﻴﺪ اﻷﺿﺤﻰ!

سيناريو العراق فى غزة... الروح مقابل الغذاء فى مصائد المساعدات وعجز فى المستشفيات
«أطباء بلا حدود»: ما يحدث كارثة إنسانية ودفع التهجير القسرى
«الأمريكان بقتلوا ولادنا».. صرخات الفلسطينيين تهز السماء خلال تشييع عشرات الشهداء قتلهم الاحتلال فى المجزرة التى ارتكبها قرب مركز الشركة الأمريكية فى رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة لتعيد الأذهان مشاهد ما جرى فى العراق بسيناريو النفط مقابل الغذاء لكن فى غزة. الروح مقابل كسر خبز غارقة فى الدماء فيما تنتحب أم فلسطينية شق الجوع أضلعها. وهى تحاول جمع الدقيق من على الأرض لتطعم أولادها وتهيل على وجهها وتستغيث لإنقاذهم من الموت حرقا وجوعا وعطشا ومرضا.
أكثر من 350 شهيدا ومصابا وآخرون تحت الركام و70 منزلا تم تفجيرها فى كل مناطق القطاع خلال ساعات معدودة.
إنها جريمة القرن، لقد حول الاحتلال بدعم امريكى مراكز المساعدات لمصائد موت ليقتل الفلسطينى مرتين إحداها بالجوع والثانية بالرصاص والقصف خاصة فى منطقتى رفح وجسر وادى غزة منذ بدء العمل بها فى 27 مايو الماضي.
دفعت حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية الفلسطينيين إلى مصائد للموت والقتل الجماعى، ونقاط لإذلال المُجوَّعين وتحوّلت ما تسمى مراكز توزيع المساعدات الأمريكى فى قطاع غزة، منذ بدء عملها على الأرض قبل أيام إلى سلخانة بشرية.
وحملت الحاجة والجوع الشديد، الناجم عن تشديد الحصار ومنع إدخال المساعدات منذ مطلع مارس الماضى الغزيين إلى تلك المراكز لتحصيل قوت أبنائهم، وسد جزء من رمقهم، لكن رصاص الاحتلال وقذائف مدفعيته كانت لهم بالمرصاد.
وحدد الاحتلال الإسرائيلى 4 نقاط لتوزيع المساعدات عبرح مؤسسة أمريكية- إسرائيلية، منها 3 جنوب القطاع وواحدة فى محور «نتساريم»، الذى بات فاصلًا بين جنوب القطاع وشماله.
وأحاط الاحتلال جميع نقاط التوزيع، بأسلاكٍ شائكة وتبعد عن أماكن تواجد أهالى القطاع وخلوها من أى معالم حياة، ما يضطّر الجوعى ومنهم نساء وكبار سن وأطفال، إلى السير مشيًا على الأقدام فى رحلة شاقّة، بحثًا عما يسّد جوعهم.
وأكد عدد من شهود العيان لـ«الوفد» أن المؤسسة الأمريكية ومنذ اليوم الأول للعمل تتعمد العشوائية فى عملية التوزيع.
وأوضحوا أن الشركة الأمريكية تترك مئات الطرود فى ساحة نقاط التوزيع وتترك آلاف المُجوعين الذين قطعوا مسافاتٍ طويلة على أقدامهم يندفعون ويتدافعون تجاه الساحة تحت وابل رصاص الاحتلال.
وأضافوا أن اختيار مناطق التوزيع فى نطاق مناطق يسيطر عليها الاحتلال يضع علامات استفهام كثيرة حول الهدف والدافع تجاه ادخال المساعدات بهذه الطريقة الفاشلة المذلة، مؤكدين أن هذه المجزرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى مصائد الموت الإسرائيلية الأمريكية.
وأشاروا إلى الوضع المأساوى بطوارئ مُجمع ناصر الطبى، فى خان يونس جنوبا. فالمجازر تُرتكب على مدار الساعة بحق الفلسطينيين المُّجوعين قصراً والذين ذهبوا إلى مراكز توزيع المساعدات الأمريكية فجرا وتم قتلهم بينهم من وصل حياً للمستشفى وفارق الحياة لعدم القدرة على إسعافه.
وأكد المدير العام فى وزارة الصحة فى غزة د. منير البرش أن الاحتلال الإسرائيلى يستخدم الآلية الجديدة التى وضعها لتوزيع المساعدات فى قطاع غزة إلى مصائد للقتل الجماعى فى القطاع وأداةً للتهجير القسري
واستنكر البرش الصمت الدولى تجاه المجازر التى ترتكب بحق السكان المجوعين من أبناء قطاع غزة.
وأوضح أن مستشفيات القطاع تواجه أوضاعاً بائسة فى ظل النقص الحاد فى الأدوية والمستهلكات الطبية.
واضاف أن الاحتلال لا يزال يمنع نحو 3000 شاحنة تحمل تجهيزات صحية متواجدة فى مدينة العريش من العبور نحو قطاع غزة.
وحذر من تعمد الاحتلال نشر الأمراض المعدية والأوبئة من خلال استمراره فى منع تدفق الأدوية والمطعومات، وانتشار العديد من الأمراض المنقولة والإسهال المدمم الحاد والتهاب السحايا، إلى جانب حرمان السكان من الأمن المائى، حيث إن 90% من السكان يعانون من انعدام الأمن المائي.
وأكد مدير الإغاثة الطبية فى جنوب غزة، بسام زقوت، أن استهداف المستشفيات وتدميرها يأتى ضمن سياسة التطهير العرقى التى ينفذها الاحتلال الإسرائيلى ضد أهالى القطاع، حيث باتت غزة مكانًا يشهد الموت بشكل متزايد مع تصاعد وتيرة القصف فى الأيام الأخيرة، ووصول نسبة المجاعة إلى 100%.
وأشار زقوت إلى أن الوضع داخل المستشفيات يزداد سوءًا، فالمرافق الصحية تعمل بأدنى حد ممكن وسط نقص حاد فى المستلزمات الطبية والوقود ومحطات توليد الأكسجين والمعدات الضرورية.
وأكدت لجان المقاومة فى الفلسطينية أن الجريمة الصهيوأمريكية الجديدة بحق الجائعين فى مواصى رفح جريمة حرب وإبادة جماعية عن سبق إصرار وترصد، ولم تكن لتتم بدون تواطؤ ونفاق وتخاذل دولى ومشاركة وتشجيع أمريكى، شركة المساعدات الأمريكية وما يسمى بمشروع الممرات الإنسانية أداة إجرامية من أدوات الحرب وطالبت المؤسسات الدولية وكل حر فى هذا العالم الظالم للتحرك العاجل.
وكشفت مصادر فلسطينية عن أنه لا يمكن أبدا فصل تصاعد وتيرة الغارات والقتل عن تعثر ملف صفقة التبادل، فقد كثف الاحتلال نسف المنازل فى مدينة غزة، وشرع إعلام العدو وقوات الاحتلال فى تبرىء نفسه من جريمة ومجزرة مركز توزيع المساعدات فى رفح.
وزعم الإعلام العبرى أن الحدث كله ناجم عن إطلاق قنابل دخانية أطلقها حراس الأمن الأمريكيون، ولم يصب احد بأذى وذلك على الرغم من كل هذا القتل وأصوات إطلاق النار من الآليات وعناصر الاحتلال الذى رصدته عدسات الفلسطينيين.
واتهمت منظمة أطباء بلا حدود حكومة الاحتلال بفرض معاملة مجردة من الإنسانية فى غزة منذ أكثر من 19 شهرا.
وأوضحت أن البداية الكارثية لتوزيع الغذاء تثبت أن الخطة الأمريكية الإسرائيلية غير مجدية.
وأضافت أن تل أبيب تتبع نهجا خطيرا فى توزيع المساعدات وتوجهها حصرا إلى مناطق تختار حشد المدنيين فيها.
وشددت المنظمة الدولية على أن حكومة بنيامين نتنياهو تستخدم المساعدات أداة لتهجير أهالى القطاع قسرا ضمن ما يبدو أنه استراتيجية للتطهير العرقى.
وقالت إن النظام الإنسانى بغزة يخنق بفعل قيود إسرائيل التى سمحت بدخول عدد تافه من شاحنات المساعدات.
واعتبرت أطباء بلا حدود استغلال المساعدات كسلاح قد يشكل جرائم ضد الإنسانية.
وأكد الأمين العام للمنظمة، كريستوفر لوكيير أن الفلسطينيين المحتشدين خلف الأسلاك للحصول على الغذاء والماء، بعد ثلاثة أشهر من الحصار التام وحرمانهم من المساعدات، يواجهون معاملة لاإنسانية ممنهجة استمرت لأكثر من 19 شهرًا
واعتبر لوكيير أن المبادرة الجديدة محاولة ساخرة للتظاهر بالامتثال للقانون الإنسانى الدولى، لكنها فعليًا أداة تُستخدم لدفع السكان إلى مغادرة أماكنهم ضمن ما يبدو كجزء من استراتيجية تطهير عرقى لقطاع غزة.