نجع حمادي تقضي على الحدائق العامة
شنت الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادى، بمحافظة قنا، وعلى مدار السنوات الماضية، حملة ممنهجة استهدفت المساحات الخضراء المتبقية بداخل المدينة.
فى وقت يعانى منه سكان نجع حمادى من التكدس والزحام المرورى، وانعدم وجود أى مساحات خضراء، أو أماكن عامة بالمدينة، فبدلا من العمل على خلق مساحات جديدة وتوفير حدائق عامة تكون بمثابة متنفس للمواطنين، عملت الوحدة المحلية على تحويل الحدائق العامة بداخل المدينة الواحدة تلو والآخرة إلى نشاطات تجارية على حسب رغبة المستأجرين .
أولى تلك الممارسات كانت بحديقة الأسرة بشارع ١٥ مايو بمدينة نجع حمادى والمجاورة لشون ومقر البنك الزراعى المصرى والمطله على حديقة الزهور (سوزان مبارك سابقاً ) ، من كونها حديقة تستخدم كمتنفس للأسر ومكان لإقامة بعض الأنشطة الاجتماعية، ليتم بعد ذلك تأجيرها فى مزاد بمبلغ ١٠ الألف جنية فى الشهر لاحد المنتفعين والذى قام بعدها على الفور بتحويلها إلى قاعة أفراح مغلقة بعد أن جهزها على أعلى مستوى، و قام باستبدال الخضرة بالكتل الخرسانية والزخارف المعمارية، ارتفع بعد ذلك ايجارها فى مزاد آخر إلى 98 ألف جنية فى الشهر، وفقاً للمعلومات المتاحه، وهو مبلغ زهيد مقابل ما تجنيه القاعة على مدار الشهر. لم ينتهى طموح المجلس حينها وقرر بعدها تجريف حديقة الزهور (سوزان مبارك سابقا ) والمطلة على حديقة الأسرة سابقاً، وبدلا من تحويل الحديقة التى كانت بمثابة نادى اجتماعى وترفيهى للأسر بنجع حمادى فى السابق، وإعادة تطويرها وتأهيلها من جديد ودعمها بألعاب جديدة للأطفال، كما كانت فى السابق، قام المجلس باهمالها ومن ثم تحويلها لسوق خضار مؤقت تم بعدها طرد البائعين ليتم تأجيرها فى جلسة مزاد فيما بعد لأحد المنتفعين والذى قام بالبناء عليها وتحويلها إلى ما يقرب من أكثر من ٥٠ محل تجارى، بمقابل ٥٠ الف جنية فى الشهر، وفقاً لما تشير إليه المعلومات المتاحه، هذا المبلغ كان من الممكن تحصيله من خلال رسوم دخول لو تم إعادة تطويرها والحفاظ عليها كمتنفس للمواطنين .
من جهته تحدث الحقوقى بركات الضمرانى، "للوفد "عن أن معاناه نجع حمادي تزداد مع تخلي مسؤلي المحليات والتنفيذيين عن دورهم الرقابي والتنفيذي، وذلك بعد حصار السكان في مساحه تضيق عليهم كل يوم مع الزحف الاستثماري والمعماري، الذى شهدته المدينة مؤخراً.
وأوضح بركات الضمرانى ان معظم منافذ نجع حمادي التي تعد منفذ للمواطن البسيط ولاسرته للتمتع فيها بابسط مقومات الحياه حيث الخضره والهواء وكان من ابسطها حديقه سوزان مبارك، لم تعد موجوده حاليا، وذلك بسبب النظره الاستثمارية وأصبح المواطن لا يجد مكان للتنفس بداخل المدينة المكتظه ، وذلك بعدما أصبح كورنيش نجع حمادي لايتسع للمواطنين بعد ان ضربه الإهمال هو الاخر ونهارات أجزاء كبيرة منه، وأصبحت باقى الأماكن الترفيه كالنوادى أماكن استثمارية تفوق طاقه المواطن البسيط.
وذكر الضمرانى، ان الامر يحتاج لنظره من السيد المحافظ، من خلال قيامه بزياره تلك الاماكن ليري بعينه الأمر على أرض الواقع، ويلمس معاناه المواطن النجعاوي.


