لعنة خفية تلاحق إنتاج فيلم قصة حياة مايكل جاكسون
مايكل جاكسون .. منذ تفشي جائحة كوفيد 19، شهدت صناعة السينما تراجعًا ملحوظًا في الإقبال على أفلام البالغين غير الاستعراضية، لكن نوعًا سينمائيًا واحدًا ظل صامدًا: أفلام السيرة الذاتية الموسيقية.
ورغم تفاوت النجاح بين الأعمال، من الإنجاز الكبير لفيلم بوهيميان رابسودي إلى الإخفاقات الواضحة مثل أريد أن أرقص مع شخص ما، لا تزال قصص النجوم تحظى بجاذبية تكفي لاستمرار هذا النمط.
ويأتي فيلم "مايكل جاكسون"، الذي يتناول سيرة ملك البوب مايكل جاكسون، ليؤكد ذلك، لكن وسط زوبعة من التحديات.
تأجيلات متكررة وسيناريو آخذ في التغير
كان من المفترض أن يُعرض فيلم مايكل جاكسون الذي يُخرجه أنطوان فوكوا في أبريل 2025، لكنه تأجّل إلى أكتوبر، والآن يبدو أن عام 2026 بات الموعد الأقرب للعرض. جاء ذلك وسط توجّه لتحويل فيلم مايكل جاكسون إلى عمل من جزأين، يتناول الأول مرحلة ما قبل عام 1980، أي قبل صعود جاكسون الكبير وأي اتهامات متعلقة بإساءة معاملة الأطفال.
كما أدرج القائمون على فيلم مايكل جاكسون مشاهد عن أحد المتهمين الرئيسيين، رغم وجود اتفاق قانوني يمنع استخدام شخصيته دراميًا.
ودفع هذا التعارض القانوني فريق العمل إلى إعادة النظر في السرد، ما جعل قرار تقسيم الفيلم إلى جزأين يبدو محاولة للالتفاف على المأزق القانوني وسدّ فجوات درامية معقدة.
ورثة جاكسون والحذر من الفضائح
كعادة أفلام السيرة الموسيقية المعاصرة، يشترك ورثة مايكل جاكسون في إنتاج الفيلم، ما يضمن أن يظل العمل في إطار رؤيتهم، بل إن بطل الفيلم جعفر جاكسون، ابن شقيق مايكل، جاء كخيار واضح يعكس سعي الورثة للسيطرة على الصورة المقدمة للنجم الراحل.
ويطرح هذا الخيار تساؤلات حول مدى حيادية العمل، خاصة مع تلميحات إلى معالجة حذرة، وربما مشوهة، للاتهامات الموجهة لجاكسون.
الإرث مقابل الحقيقة

ربما يكمن التحدي الأبرز في أن فيلم "مايكل"، لمايكل جاكسون، يحاول الجمع بين التمجيد والإقرار بالفضائح، دون أن ينجرف تمامًا إلى أي من الطرفين.
ويبدو الفيلم منقسمًا بين رغبة في تكريم نجم عالمي وتأريخ فصول معقدة من حياته، كما يعتبر بعض النقاد هذه المقاربة امتدادًا لأفلام سابقة لم تنجُ من قيود الإرث، كأفلام آمي واينهاوس وويتني هيوستن، التي بدت أقرب إلى منتجات مرخصة منها إلى أعمال فنية صادقة.
بين الحنين والتسويق... هل ينجح الفيلم؟
يراهن صناع فيلم "مايكل جاكسون" على قوة الحنين والانبهار بموهبة جاكسون، خاصة في الجزء الأول من العمل.
كما يرجح أن يكون الجزء الثاني، حتى لو لم يكن حاسمًا أو صريحًا، وسيلة لإضفاء شعور بالاستكمال دون تعريض الفيلم لانهيار جماهيري أو قانوني.
إرث مايكل يتجاوز الفن
في النهاية، يبدو أن فيلم "مايكل" لا يهدف فقط إلى سرد حياة مايكل جاكسون، بل إلى إعادة صياغة إرثه السينمائي، ويمكن أن ينجح في تغيير الطريقة التي تُروى بها السير الذاتية، لا كحقائق، بل كاستراتيجيات تسويقية محكومة برغبات الورثة وقوانين السوق.