التعاونيات الزراعية مفتاح تعظيم منظومة الإنتاج الحيواني في مصر

أكد الدكتور مصطفي خليل أستاذ أمراض الدواجن بمركز البحوث الزراعية و عضو لجنة الزراعة بحزب الوفد  ان الفرق بين الاتحاد العام للمهن، والغرف، والتعاونيات يكمن في الهيكل التنظيمي و الدور والتأثير في القطاع المنوطة به 
فالاتحاد العام للمهن مثل الاتحاد العام لمنتجي الدواجن،  كيانات مهنية تنظيمية غير حكومية تمثل العاملين في مهنة معينة وظيفته الدفاع عن مصالح الأعضاء   و تعمل على إصدار التوصيات الفنية والمهنية و المساهمة في تطوير المهنة بالتدريب والتشريعات و تكمن أهميته للإنتاج الحيواني في توفير الدعم الفني و المساهمة في تحسين الممارسات البيطرية والتسمين والإنتاج وله تأثير على السياسات.
اضاف خليل ان  الغرف  كالغرف التجارية أو غرفة الصناعات الغذائية كيانات اقتصادية تتبع وزارة التجارة والصناعة و تمثل أصحاب الأعمال أمام الدولة و تنظم العلاقة بين القطاعين العام والخاص و تروج للصادرات وتشجع الاستثمار و تدعم المشروعات الصناعية المرتبطة بالثروة الحيوانية (مثل الألبان، اللحوم، الأعلاف)  و  تساعد في التسويق والتصدير و تنظيم المعارض والربط مع الأسواق.
اما الجمعيات التعاونية كالجمعيات التعاونية للثروة الحيوانية أو الزراعية كيانات أهلية تعاونية ينظمها قانون التعاون الزراعي و مهمتها تقديم خدمات مباشرة للمزارعين والمنتجين كأعلاف، قروض، خدمات بيطرية  و شراء وبيع جماعي لخفض التكاليف و توزيع مستلزمات الإنتاج و تلعب دورًا ميدانيًا مباشرًا في دعم صغار المنتجين و تسهل الحصول على مستلزمات الإنتاج بأسعار أفضل و تعزز من التنظيم والتكامل بين المنتجين.
الجمعيات التعاونية هي الأكثر تأثيرًا مباشرًا على الأرض، خصوصًا في دعم صغار المربين وتحسين الكفاءة الإنتاجية.
و اضاف  ان لزيادة الإنتاج الحيواني في مصر بشكل متكامل نجد ان التعاونيات ضرورية لدعم المربين ميدانيًا و الاتحادات المهنية تضمن الجودة والصحة والإرشاد و الغرف تفتح آفاق السوق وتدعم الاقتصاد ، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه قطاع الإنتاج الحيواني في مصر، برزت التعاونيات الزراعية كأداة فعالة لتعزيز هذا القطاع الاستراتيجي، وتحقيق الأمن الغذائي،  وجودة المنتج ودعم صغار المربين في مواجهة تقلبات السوق وارتفاع تكاليف الإنتاج
و اوضح خليل ان  التعاونيات تتأسس على مبدأ "الاتحاد قوة"، فهي تجمع المربين في كيان واحد يمنحهم القدرة على شراء مستلزمات الإنتاج بأسعار تفضيلية، مثل الأعلاف والأدوية البيطرية، كما توفر خدمات الإرشاد والدعم الفني، بما يساعد على رفع الكفاءة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات الحيوانية.
و توفر التعاونيات للأعضاء خدمات متعددة تبدأ من الإرشاد البيطري والتدريب، ولا تنتهي عند التسويق الجماعي للمنتجات.
فهي تنسق عمليات بيع اللحوم والألبان والصوف عبر منافذها الخاصة أو من خلال التفاوض مع كبار التجار، ما يضمن سعراً عادلاً للمربي ويحميه من جشع الوسطاء .
تلعب التعاونيات دورًا حيويًا في تسهيل حصول الأعضاء على قروض ميسرة من الجهات المصرفية أو الدعم الحكومي، كما تمثلهم أمام الجهات الرسمية في الحصول على مستلزمات الإنتاج والدعم الفني. وقد أثبتت التجربة أن التعاونيات هي بوابة فعالة لتوصيل برامج الدولة التنموية إلى المربين بشكل مباشر.
بعض التعاونيات المتقدمة بدأت بالفعل في إنشاء مزارع نموذجية، ومحالب مركزية، ووحدات لتجميع وتبريد الألبان، بل ومجازر حديثة. هذا النهج يحقق التكامل بين حلقات الإنتاج، ويزيد من القيمة المضافة، ويرفع من تنافسية المنتج الحيواني المصري في السوق المحلي وربما مستقبلاً في الأسواق التصديرية.
مشيرا إلى أن تعزيز دور التعاونيات يتطلب تحديث أطرها القانونية، وتمكينها من استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتوفير دعم حكومي مستمر. فمستقبل الإنتاج الحيواني في مصر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرة التعاونيات على تنظيم القطاع، وتمكين صغار المنتجين، وتحقيق العدالة الاقتصادية.
في زمن تتغير فيه معادلات الأمن الغذائي، تبدو التعاونيات الزراعية أحد أبرز الحلول المستدامة لتعزيز الإنتاج الحيواني وتحقيق نهضة حقيقية في الريف المصري.