رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

عضو لجنة الزراعة بالوفد:

فجوة كبيرة في إنتاج اللحوم ودعم الأعلاف وصغار المربين ضرورة

بوابة الوفد الإلكترونية

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة العمل من أجل تحسين جودة الثروة الحيوانية في مصر لزيادة إنتاجها و ذلك خلال تصريحاته خلال افتتاح موسم حصاد القمح بالضبعة.

 
أكد الدكتور مصطفي خليل أستاذ أمراض الدواجن بمركز البحوث الزراعية  و عضو لجنة الزراعة بحزب الوفد ان الإنتاج الحيواني المحلي يعاني من فجوة كبيرة بين الإنتاج والاستهلاك، خاصة في اللحوم الحمراء ،  رغم وجود قدرات إنتاجية معقولة، إلا أنها لم تُوظف بالشكل الأمثل.
خاصة و ان هناك   تراجع فى  الاستيراد من السودان بسبب الحرب و هو ما  سلط الضوء على اعتمادنا على الخارج لتغطية جزء كبير من الطلب، ويضع الإنتاج المحلي تحت ضغط كبير لا يستطيع وحده تعويضه في المدى القصير.
و اضاف خليل ان من أبرز التحديات أمام التوسع الأعلاف أن مصر تعتمد  بنسبة كبيرة على الأعلاف المستوردة كاالذرة و فول الصويا، وارتفاع أسعارها عالميًا يضغط على تكلفة الإنتاج.
كما أن  ضعف الإنتاجية في السلالات المحلية من حيث معدلات التحويل الغذائي وزيادة الوزن، مقارنة بالسلالات الأجنبية ، خاصة و ان الرعاية البيطرية لا تزال تعاني من نقص في التغطية والوقاية، خصوصًا في الريف ومزارع صغار المربين .
و اضاف ان هناك  صعوبة فى الوصول إلى تمويل ميسر، خاصة لصغار المنتجين، ومخاطر السوق تعيق الاستثمار في القطاع.

و اوضح خليل انه هناك بعض المناطق (مثل وادي النطرون والواحات) بها مشروعات كبرى، لكن على مستوى الجمهورية، لا تزال هناك حاجة ماسة لاستثمارات في مزارع تسمين حديثة ، و مصانع و أعلاف متطورة و  مجازر مطورة تتوافق مع معايير الصحة الدولية و  شبكات توزيع مبردة ومحترفة.
مشيرا إلى أن   تأثير ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة أدى لزيادة كبيرة في تكلفة الإنتاج المحلي. إذ إن العليقة تمثل أكثر من 65% من تكلفة التسمين. 
و اوضح انه يمكن تطوير الثروة الحيوانية و ذلك بتشجيع زراعة الذرة وفول الصويا محليًا، واستغلال المخلفات الزراعية في إنتاج الأعلاف.
و دعم مصانع الأعلاف المحلية الصغيرة.
لافتا إلى ضرورة تحسين نظم التربية والإيواء المحكم لزيادة معدل النمو باستخدام نظام التغذية "تي ام ار " .
و  استغلال السلالات المحلية المهجنة مع سلالات محسنة لزيادة الكفاءة الإنتاجية ، مشيرا إلى ضرورة دعم مشروعات صغار المربين و دعمهم بتمويل، تدريب، وربطهم بمراكز تجميع وتسويق حديثة.
و اضاف  إذا لم يُعالج الوضع محليًا. يجب البحث عن أسواق بديله مثل إثيوبيا أو تشاد بعد الحرب السودانية و لكنها  غير مضمون الاستدامة.

و اوضح ان اللحم السوداني كان يصل أرخص من المحلي بنحو 20-30% بسبب دعم الدولة لتكاليف النقل والتوريد ومع ارتفاع الأعلاف، أصبح الإنتاج المحلي أكثر كلفة،  لكن مع تحسين إدارة المزارع وتقليل الفاقد، يمكن تقليص الفجوة تدريجيًا.
و طالب خليل باشراك القطاع الخاص لأنه يمثل المحرك الأهم حاليًا، خاصة شركات الإنتاج المتكامل أما صغار المربين، فيعانون من نقص الدعم الفني والتمويلي ، و هناك بعض المبادرات الحكومية مثل "مشروع البتلو" لكنها تحتاج لتوسعة وتحسين في التنفيذ.

و اوضح خليل ان السياسات الحالية فيها خطوات جيدة، لكنها غير كافية ، فيجب أن يتم تحديد خريطة واضحة للمناطق المناسبة للتربية والتسمين ، و  تسهيلات بنكية بفوائد منخفضة و دعم تسويقي منظم وتعاقدي و تركيز على الأمن الغذائي كأولوية قومية.
مشيرا إلى انه يمكن الاستفادة من تجارب مثل البرازيل (في التربية المكثفة)، أو الهند (في دعم صغار المنتجين)، أو السعودية (في الأمن الغذائي الاستراتيجي عبر مشاريع ضخمة).
أما عن   وضع الإنتاج الحيواني المحلي حاليًا
فأكد ان إنتاج اللحوم المحلي يغطي أقل من 60% من الاستهلاك، ويعتمد بشكل أساسي على صغار المربين بنسبة تتجاوز 70%. ومع تراجع واردات السودان التي كانت تغطي قرابة 40% من احتياجات اللحوم الحمراء المستوردة، ظهرت فجوة واضحة في السوق المحلي، ما رفع الأسعار ،و لا يمكن حاليًا سد الفجوة بالكامل، لكن هناك فرص لزيادة الاعتماد المحلي إذا تمت معالجة التحديات.
و اضاف ان  البدائل لتعزيز الاكتفاء الذاتي عن طريق التربية المكثفة تسمين العجول في دورة 6–8 شهور.
-و التهجين باستخدام سلالات ثنائية الغرض (مثل البرونا والشاروليه) ، فضلا عن  مشروعات لصغار المربين و تقديم دعم مالي وفني لجمعياتهم، وتوفير العجول المدعومة.

مشيرا إلى أن   فرص الاكتفاء الذاتي والنماذج الإقليمية فى  مصر جيدة نسبيًا بفضل توافر الأيدي العاملة، الأراضي الصحراوية القابلة للزراعة العلفية، والخبرة.
و هناك نماذج إقليمية ناجحة كالمغرب في إدارة الأعلاف، السودان في التسمين التقليدي، وإيران في التهجين وتحسين السلالات،  و لذلك يجب التعاون بين مراكز البحوث المحلية و مراكز بحوث تلك الدول لتبادل المعلومات و الأبحاث التطبيقية و تبادل الخبرات .

 

 

د.مصطفى خليل
د.مصطفى خليل