وسط موجة الحر.. كيف نصوم التسع الأوائل من ذي الحجة؟

تشهد البلاد موجة حر شديدة، حيث سجلت درجات الحرارة اليوم في القاهرة الكبرى 40 درجة مئوية، وسط توقعات بوصولها إلى 41 درجة مئوية خلال الأيام المقبلة، ما دفع الكثيرين للبحث عن سبل التخفيف من أثر الحر، سواء جسديًا أو روحيًا، من خلال الأدعية واللجوء إلى الله بالدعاء والاستعاذة من حر جهنم.
في سياق متصل، ومع اقتراب شهر ذي الحجة، يتساءل البعض عن حكم صيام الأيام التسعة الأوائل منه مع ظروف الطقس الحالية؟
كيف نصوم التسع الأوائل من ذي الحجة؟
أجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أن صيام الأيام التسعة من ذي الحجة ليس فرضًا بل سنة مستحبة، ومن ثم فلا يشترط أن تكون متتابعة، فيجوز للمسلم أن يصوم ما يستطيع منها، حتى وإن اقتصرت على يوم أو اثنين فقط.
وأشار إلى أن من لم يستطع الصيام، فباب الخير واسع، ويمكنه التقرب إلى الله بعبادات أخرى مثل: الذكر، قراءة القرآن، الدعاء، والصدقة.
ويُستدل على فضل هذه الأيام بحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، قالوا: "ولا الجهاد في سبيل الله؟"، قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء" (رواه البخاري).
كما يُعد صيام يوم عرفة (تاسع ذي الحجة) من أفضل الأعمال، لما ورد عن النبي ﷺ:"صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده" (رواه مسلم).
نصائح عملية لصيام التسعة أيام في الحر الشديد:
حول كيفية التعامل مع الصيام في ظل ارتفاع درجات الحرارة، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صيام هذه الأيام يمكن أن يكون بشكل متقطع بحسب الاستطاعة، فمن لم يستطع صيامها كاملة، فله أن يصوم بعضها فقط، وله الأجر والثواب بإذن الله.
وللتغلب على مشقة الصيام في الطقس الحار، ينصح الأطباء ورجال الدين بعدة إرشادات، منها:
- الإكثار من شرب الماء والسوائل في فترة الليل لتعويض ما يفقده الجسم أثناء النهار.
- تناول سحور غني بالخضراوات والفواكه والزبادي لتقليل الشعور بالعطش.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان، خصوصًا في أوقات الظهيرة.
- تخفيف الجهد البدني خلال النهار، واستغلال الوقت في عبادات خفيفة كقراءة القرآن والذكر والدعاء.
أدعية تخفف من وطأة الحر وتذكرنا بالآخرة:
في ظل الأجواء الحارة، نشرت دار الإفتاء المصرية مجموعة من الأدعية المستحبة التي يُستحب ترديدها وقت شدة الحر، لما فيها من تذكرة بيوم القيامة وحر نار جهنم، ومنها:
اللهم أجرني من حرِّ جهنم.
اللهم قِنا النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل.
اللهم هون علينا حرارة الشمس واجعلها بردًا وسلامًا.
اللهم ظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
اللهم الطف بنا وارحمنا وأنت خير الراحمين.
اللهم هون حرارة الشمس على كل من خرج من بيته قاصدًا بابك متوكلًا عليك.
يا فارج الهم ويا كاشف الغم ارحمنا برحمتك وارزقنا برد العيش والطمأنينة.