دعاء استقبال العشر من ذي الحجة.. نفحات ربانية وأبواب مفتوحة للرحمة والمغفرة

يستعد المسلمون في شتى بقاع الأرض لاستقبال أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وهي من أعظم أيام العام عند الله، لما تحمله من فضل عظيم وفرص وافرة لنيل الثواب والتقرب إلى الله عز وجل.
وتعد هذه الأيام فرصة سانحة للمؤمنين كي ينهلوا من معين الطاعات، ويكثروا من الأعمال الصالحة، وعلى رأسها الدعاء، الذي يعد من أعظم القربات وأحبّ العبادات إلى الله.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، إلى مكانة الدعاء وأثره الكبير، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾، مؤكدًا أهمية أن يرفع العبد يديه إلى السماء، متضرعًا إلى ربه، متوسلًا إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، لا سيما في هذه الأيام المباركة.
دعاء استقبال العشر من ذي الحجة
يتسابق المسلمون إلى ترديد الأدعية الجامعة في هذه الأيام، ومنها:"اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنّان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى."
ومن الأدعية المأثورة كذلك:"اللهم إني أسألك رحمةً من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلمّ بها شعثي، وتصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتلهمني بها رشدي، وتردّ بها ألفتي، وتعصمني بها من كل سوء.
ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.
اللهم يا مصرف القلوب، صرّف قلوبنا على طاعتك."
ولم يغفل المؤمنون عن الأدعية التي تحفظهم من الأهوال والابتلاءات، ومنها:"اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ومن ضَلع الدين وغلبة الرجال.
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك."
أدعية جامعة ومأثورة
كما يتداول الناس دعاءً مأثورًا جامعًا يُعرف بـ "دعاء الكوامل الجوامع"، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتوصي به دار الإفتاء في العشر الأوائل من ذي الحجة:"اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم.
اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من الشر ما عاذ به عبدك ونبيك.
وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا."
ومن أدعية النبي عليه الصلاة والسلام كذلك:"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت.
اللهم إني أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت، أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون."
أهمية الدعاء في هذه الأيام
يُقبل المسلمون على الدعاء في هذه الأيام المباركة باعتباره من أفضل العبادات، لما يحمله من معاني التذلل والخضوع، والتوكل على الله والافتقار إليه. ويُستحب الإكثار من الدعاء في كل وقت، لا سيما في الثلث الأخير من الليل، وبعد الصلوات، وفي ساعات الإجابة.
إن العشر الأوائل من ذي الحجة تمثل موسمًا إيمانيًا عظيمًا، يتجلّى فيه فضل الله ورحمته بعباده، ويُفتح فيه باب التوبة والعمل الصالح على مصراعيه، فحريّ بكل مسلم أن يغتنم هذه الأيام، بالإكثار من الدعاء والذكر والقرآن، وتقديم القربات، رجاءً في مغفرة الله ورضوانه.