رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رسالة وداع مؤلمة.. محامٍ يُنهي حياته داخل مكتبه بالزقازيق

بوابة الوفد الإلكترونية

في واقعة مؤلمة هزت مدينة الزقزيق بمحافظة الشرقية، وأثارت موجة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، أقدم محامٍ شاب يُدعى «محمد. ع»، يبلغ من العمر 35 عامًا، على إنهاء حياته داخل مكتبه الكائن بدائرة قسم أول الزقازيق بمحافظة الشرقية، في حادثة مأساوية تركت وراءها تساؤلات مؤلمة ومشاعر مختلطة من الصدمة والحزن.

قبل لحظات من وفاته، نشر المحامي منشورًا مطولًا عبر صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، عبّر فيه عن حالة من الإحباط واليأس التي كانت تسيطر عليه، موجّهًا كلمات وداع مؤثرة إلى أسرته وأصدقائه ومعارفه، طالبًا منهم المسامحة والدعاء له بعد رحيله.

وقال في بداية منشوره: «لو البوست ده نزل يبقى أنا أخدت القرار اللي بقالي فترة كبيرة بفكر فيه، وكنت متردد، والقرار ده هو إني أخلص كل اللي حواليا من إنهم يشيلوا همي...»، ليُعلن بذلك بشكل غير مباشر عن نيّته في إنهاء حياته، ويكشف عن حجم الألم النفسي الذي كان يعيشه.

وتضمن المنشور رسائل شخصية مؤثرة لأفراد أسرته، فكتب لوالده: «كان نفسي أفرحك قوي، وكان نفسي تكون فخور بيا، بس للأسف ماعرفتش أحقق ده»،
وفي كلماته لوالدته قال: «أنتي أغلى حاجة عندي في الدنيا، والتراب اللي بتمشي عليه كان بيريحني، وكان بيخليني قادر أعيش...»، ثم وجّه رسالة مؤلمة لشقيقته قائلاً: «إيمان، أنا بحبك قوي، وأنا عارف قد إيه هتكوني زعلانة، بس بالله عليكي طَلعي ماما من الحالة دي...».

كما لم ينسَ شقيقاته وإخوته وولادهم، قائلاً: «كنتم سند وضهر، بحبكم واحد واحد، وعمري ما حسيت إنكم مش جنبي، حافظوا على أبويا وأمي...»، ثم اختتم منشوره برسالة إلى أصدقائه:
«ابقوا خلّوا بالكم من أهلي، وعوضوهم عني، ويا رب الناس تفتكرني بالخير، أنا آسف لو زعلت حد، بس ملقتش حل وأنا عندي 35 سنة ولسه ما عملتش حاجة في حياتي...».

المنشور، الذي سرعان ما انتشر كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثار تعاطفًا واسعًا بين النشطاء، الذين أعادوا نشره مصحوبًا بكلمات ألم ودعاء، مؤكدين أنه كان شخصًا خلوقًا وطيب المعشر، ولم يُظهر يومًا ما يلمّح إلى معاناته النفسية.

من جانبه، نعى عادل عفيفي، نقيب محامين جنوب الشرقية، الفقيد بكلمات حزينة، قائلًا: «نعزي أنفسنا وأسرة المحامي الشاب، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان».
وأشار نقيب جنوب الشرقية إلى أنه تحرّك على الفور لمتابعة الإجراءات القانونية وإنهاء التصاريح اللازمة للدفن، وتقديم الدعم الكامل لأسرة الراحل في محنتها الصعبة.

وشهدت نقابة المحامين ومنتسبيها حالة من الحزن العارم، حيث عبّر زملاء الفقيد عن صدمتهم الكبيرة، مشيرين إلى أن الفقيد كان معروفًا بأخلاقه الرفيعة والتزامه المهني، وأنه لم يكن يُظهر أية مؤشرات على معاناته الداخلية، ما زاد من وقع المفاجأة المؤلمة.

وفي الوقت الذي طالب فيه البعض بضرورة تسليط الضوء على الصحة النفسية وأهمية الدعم النفسي للمحامين وغيرهم من أصحاب المهن المجهدة، دعا آخرون إلى وقفة جادة لفتح النقاش حول أسباب مثل هذه الحالات وتوفير بيئة داعمة للأشخاص الذين يعانون في صمت.

وبينما لا تزال التحقيقات جارية من جانب الجهات المختصة للوقوف على ملابسات الواقعة، يبقى السؤال المؤلم حاضرًا: كيف يُمكن لشخص أن يصل إلى هذه الدرجة من الألم دون أن يلاحظ أحد؟ وكيف يمكن للمجتمع أن يتدارك تلك اللحظات قبل أن تتحول إلى فواجع؟