رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

جلسة صلح تنتهى بطلقة فى رأس «دليفرى» بالمعصرة

بوابة الوفد الإلكترونية

والد الضحية: كان محضر خير وليس طرفًا فى النزاع

 

فى جنح الظلام، يمسك شاب بسلاح نارى، متخفيا بين المبانى القديم، يراقب الشارع تارة، وينظر ساعته أخرى، يتملكه قلق من عدم اكتمال خطته كما رسمها، بعد طول انتظار، جاء عامل الدليفرى المقصود، وما أن تجاوزه، أخرج مسدسه من بين طيات ملابسه، ليضع طلقة فى مؤخرة رأس الشاب، ويسقط أرضا ينازع الموت، فى طريق جانبى بمنطقة المعصرة بالقاهرة. 

رجل مسن يجلس فى حارة جانبية تبعد مسافة كيلومتر والنصف عن محطة مترو حدائق حلوان، يرتدى جلبابا، ويدخن سجائر بشراهة، يغلبه الحزن فيبكى، ويردد، ابنى « يوسف محمود السنى - اتغدر به، المتهم خلص عليه بدون ذنب» وانشغل فى تجفيف دموعه، وإخفائها عن عدسة كاميرا «الوفد».

 

يقول عم «محمود السنى»، 62 عاما، مقاول، نجلى «يوسف» 23 عاما، فى عامه الدراسى الأخير (رابعة معهد حاسبات ومعلومات)، كان يعمل دليفرى فى المساء يساعدنى فى مصاريف تعليمه، فأنا لم أعد قادرا على الإنفاق كما فى السابق». 

والد الضحية
والد الضحية

وعن تفاصيل الجريمة أوضح والد الضحية، فى حديثه لـ «الوفد» أن نجله كان فى وردية عمل مسائية يوصل الطلبات «دليفرى»، ليسقط فجأة قتيلا فى أحد شوارع المعصرة، أنهى حياته المدعو «عبدالرحمن.ا»، 26 سنة، سائق توك توك.

وأرجع والد المجنى عليه، سبب الغدر بنجله، أن ابن خال يوسف متهم فى جريمة إنهاء حياة شقيق «عبدالرحمن» سائق التوك توك، و«يوسف» يحاول الإصلاح بين العائلتين، بدفع الدية لأسرة القتيل. 

المجني عليه
المجني عليه

كانت مهمة ابنى الصلح بينهما لا علاقة له بأى شجار أو جرائم، يدرس بالنهار ويعمل بالليل، فكان حلمه، أن يتزوج ويكمل نصف دينه، ودائما ما يمازحنى بقوله «هجبلك ولد يقولك يا جدو».

«يوسف» طيب الجميع هنا يحبه ويتحدث عنه بخير، وفي لأصدقائه، لا يترك عزاء أو فرحًا، إلا شارك فيه وأدى الواجب نيابة عنى، كان اجتماعيا، كريما، يتغنى الناس هنا بأدبه. 

وأردف تلقيت اتصالًا فى الساعة الثانية ليلًا، قالوا لى: أسرع، يوسف فى خطر. وعندما ذهبنا، كان رجال الشرطة يلتفون حول شاب غارقا فى دمائه، وأنا أحاول التأكد إن كان هذا ابنى، منعونى من رؤيته، وبعدها عرضوا لى صورته على الهاتف لأتيقن أن ظهرى قُصم ويوسف مات.

أخبرونى أن المتهم أطلق عليه رصاصة فى رأسه من الخلف، غدرًا، فسقط وهو يقود، لم يسرق الدراجة، ولم يكن ينوى السرقة، جاء ليقتل فقط، حصد روح فلذة كبدى وهرب.

التقط عبدالرحمن محمود السنى شقيق المتهم طرف الحديث بعدما ثقلت الكلمات على الأب المكلوم، ليكمل مأساة إزهاق روح أخيه الأصغر «عامل الدليفرى»، ذنب يوسف الوحيد سعيه لانهاء الخلاف بين الأسرتين (خالى وأشقاء المجنى عليه) كان فيها دية 200 ألف جنيه وطلب أولياء الدم كفن ووافق شقيق خالى لأننا نسعى للإصلاح لا للخراب.

لكن ما حدث أنهم تركوا القاتل الحقيقى، واستدرجوا يوسف وقتلوه، شقيقى لا علاقة له بالمشكلة، كان مجرد مصلح، يحاول تهدئة الأمور.

محرر الوفد يحاور  والد الضحية
محرر الوفد يحاور  والد الضحية

 

وواصل حديثه، نحن فى صدمة، أيام ثقال تمر علينا بدون «يوسف»، والمتهم هارب لا زال يتمتع بالحرية، لا يكفينا غير القصاص، وأن يحصد عشماوى روحه جزاء عادلًا على جريمته.

تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق، التى أمرت بدفن الجثمان بعد عرضه على الطب الشرعى وتشريحه، كما وجهت الأجهزة الأمنية بتكثيف التحريات حول الواقعة، وسرعة القبض على المتهم.

 

المتهم
المتهم