"البشر مش سلعة".. أسرار تجارة الأعضاء في حوار مع معاون الصحة

في حلقة جريئة ومؤثرة، ناقشت الحلقة الرابعة من بودكاست «البشر مش سلعة» واحدة من أخطر القضايا التي تواجه العالم، وهي قضية تجارة الأعضاء البشرية، التي تُعد من أبشع أشكال الاتجار بالبشر. 

واستضاف الإعلامي محمود سعد في هذه الحلقة الدكتور حاتم عامر، معاون وزير الصحة للعلاقات الدولية، في حوار موسّع تناول أبعاد هذه الجريمة المعقدة.

بدأت الحلقة بتسليط الضوء على الجانب الإنساني من القضية، حيث أشار الضيف إلى أن الاتجار بالأعضاء لا يقتصر على الجريمة الطبية فقط، بل هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وتستغل فيه عصابات إجرامية الفقر والجهل والاحتياج، لتجعل من الإنسان سلعة تُباع وتُشترى. 

وتطرقت الحلقة إلى سرد نماذج حقيقية لحالات وقعت ضحية لهذا النوع من الاستغلال، الأمر الذي يجعل القضية أقرب للواقع منها للخيال.

وأكد الدكتور حاتم عامر خلال اللقاء أن الدولة المصرية تولي هذا الملف اهتمامًا خاصًا، وتعمل من خلال وزارة الصحة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية على مواجهة هذه الظاهرة، سواء من خلال تطوير الإطار التشريعي، أو تعزيز الرقابة على المنشآت الطبية، أو من خلال الحملات التوعوية المستمرة التي تستهدف الفئات الأكثر عرضة للاستغلال.

كما ناقشت الحلقة الدور المحوري للقانون المصري في تجريم تجارة الأعضاء البشرية، حيث أوضح الضيف أن هناك قوانين صارمة تتصدى لهذه الجريمة، وتُوقع عقوبات قاسية على كل من يثبت تورطه، سواء بالاتجار أو الوساطة أو التسهيل.

 وتم التأكيد على أهمية الجانب الوقائي من خلال التوعية والتعليم، إلى جانب الدور الإعلامي في فضح هذه الجرائم وكشف أساليب عمل الشبكات الإجرامية.

وتأتي هذه الحلقة ضمن سلسلة حلقات توعوية تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بمخاطر الاتجار بالبشر، وتُعد جزءًا من حملة موسّعة تُنفذ بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، ومنظمة العمل الدولية (ILO) بالقاهرة، والاتحاد الأوروبي في مصر، والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي - مكتب القاهرة، ووزارة الصحة والسكان المصرية.

وتأتي هذه المبادرات في إطار الجهود الإقليمية والدولية المشتركة للقضاء على جميع أشكال الاتجار بالبشر، وتحقيق العدالة الإنسانية، وحماية الفئات المستضعفة من الوقوع فريسة للاستغلال.