ثقافة الشرقية تواجه مشكلات المجتمع بالفن والمعرفة
نظم فرع ثقافة الشرقية، التابع لإقليم شرق الدلتا الثقافي، سلسلة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية الهادفة للتصدي لعدد من المشكلات المجتمعية، من بينها الإدمان والتفكك الأسري، وذلك في إطار حرص الدولة على مواجهة التحديات المجتمعية، وتأكيدًا على دور الثقافة في بناء وعي المواطن المصري.
وقال أحمد سامي خاطر، رئيس الإدارة المركزية لإقليم شرق الدلتا الثقافي ومدير عام فرع ثقافة الشرقية، إن الفرع نظم عدة فعاليات خلال الأيام الماضية، شملت محاضرات توعوية، ولقاءات ثقافية، وورش فنية، بالتعاون مع عدد من المؤسسات التعليمية والدينية.
وشهد بيت ثقافة أبو حماد تنفيذ محاضرة توعوية بمدرسة السناجرة الثانوية للبنات، بعنوان "مشكلات الطلاق وسبل الحد منها"، حاضرها الدكتور عامر علي، أستاذ علم الاجتماع، حيث تناول فيها أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع المصري، مؤكدًا أن غياب التواصل بين الأزواج، وضعف المهارات النفسية والاجتماعية في التعامل مع الأزمات، من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تفكك الأسر، كما شدد على أهمية دور التوعية الثقافية في الحد من هذه الظاهرة.
وفي نهاية اللقاء، قامت مديرة بيت ثقافة أبو حماد بتكريم محمد العوضي، مدير المدرسة، تقديرًا لجهوده وتعاونه المثمر مع المؤسسة الثقافية.
كما نظم البيت محاضرة أخرى حول "الإدمان وأثره على الشباب"، ألقاها الشيخ محمد عبد اللطيف مهدي، واعظ عام بمنطقة وعظ الشرقية، الذي أوضح أن المخدرات باتت تُعرف عالميًا بـ"تجارة الموت"، محذرًا من آثارها المدمرة على الفرد والمجتمع.
وأشار إلى أن كثيرًا من ضحايا الإدمان من فئة الشباب الذين يفتقرون إلى الوعي الكافي، مؤكدًا ضرورة تكثيف حملات التوعية والإرشاد.
وفي سياق متصل، عقد بيت ثقافة القنايات جلسة مناقشة لكتاب "العمال والمخدرات: المشكلة والحل" للمؤلف صفوت درويش، بحضور صفاء حسن محمد، أمينة المكتبة العامة. وتناولت المناقشة واقع ظاهرة تعاطي المخدرات بين فئة العمال، التي تُعد من أكبر الشرائح الاجتماعية في مصر، والتي تواجه تحديات يومية قد تدفع البعض منهم للوقوع في براثن الإدمان، مشددة على أهمية الوعي المجتمعي والرقابة داخل بيئات العمل.
كما نظم قصر ثقافة ديرب نجم لقاءً ثقافيًا للأطفال عن "عيد العمال"، أدارته حنان الشحات، التي أوضحت أهمية هذا اليوم الذي يُحتفى به في الأول من مايو من كل عام، باعتباره فرصة لتقدير دور العمال وجهودهم في التنمية، وللتأكيد على حقوقهم وواجباتهم.
وفي قصر ثقافة الصالحية الجديدة، تمت مناقشة كتاب "الإرشاد النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة" للدكتور رشاد علي عبد العزيز موسى، أدارته صباح محمد، موظفة بالموقع. وتطرقت المناقشة إلى مفاهيم التربية الخاصة وأهمية توفير البرامج والخدمات التعليمية المتخصصة التي تتناسب مع احتياجات هذه الفئة، بهدف دمجهم بشكل فعال في المجتمع.
تعكس هذه الفعاليات حرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على تفعيل دورها المجتمعي، من خلال برامج هادفة تجمع بين التوعية والتعليم، وتسعى إلى خلق جيل أكثر وعيًا وقدرة على مواجهة التحديات.
ومن جانبه، أكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، أن الثقافة تمثل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أهميتها في دعم بناء شخصية المواطن المصري. ولفت إلى أن المؤسسة الثقافية تلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي ومواكبة القضايا المعاصرة، إلى جانب دورها في تنمية الفكر وتقديم رسائل فنية توعوية تعزز من السلوكيات الإيجابية وتحارب الظواهر السلبية داخل المجتمع.