سفير باكستان: التصعيد مع الهند خطير.. وتوتر يتجاوز الجانب العسكري

قال السفير عامر شوكت، سفير باكستان في القاهرة، إن شبه القارة الهندية تشهد تصعيدًا غير مسبوق يعيد إلى الأذهان أخطر مراحل التوتر بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان.
الجانب العسكري:
وأوضح في حوار خاص مع الإعلامية داليا عبدالرحيم، على قناة "القاهرة الإخبارية" أن التوتر الحالي لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد إلى مجالات حيوية أخرى، من بينها التهديد بقطع المياه العابرة للحدود، وتعليق الرحلات الجوية بين البلدين.
وأكد السفير شوكت أن الأزمة الراهنة بين الهند وباكستان تشهد تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أن الأيام الماضية شهدت واحدة من أعنف موجات التصعيد بين البلدين.
وبسؤاله عن تقييم باكستان لهذا الوضع، وما إذا كان هذا التصعيد مجرد رد فعل على عملية إرهابية أم أن وراءه نوايا أخرى، قال السفير: "أولًا، أشكر قناة القاهرة الإخبارية على هذه الفرصة، فيما يتعلق بالموقف الباكستاني، فقد تابعتِ الأخبار ورأيتِ أن هجومًا وقع في إقليم بلغام في كشمير، وأسفر عن مقتل مدنيين، وقد أدانت باكستان هذا الهجوم بشدة، وقدّمنا تعازينا للأسر المتضررة".
أغلقت الهند سفارتها:
وأضاف: "رغم ذلك، فإن تداعيات هذا الهجوم كانت كبيرة، حيث أغلقت الهند سفارتها وقلّصت طاقمها الدبلوماسي، ومن جانبنا، أكدت قوات الأمن الباكستانية أنها ستتخذ الإجراءات المناسبة، كما أوضح رئيس الوزراء الباكستاني استعدادنا الكامل لإجراء تحقيق نزيه وشفاف حول هذه الأحداث".
على صعيد متصل، دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الهند وباكستان للتحلِّي بالحكمة، وتغليب لغة الحوار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وكتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: “أدعو الجارتين الهند وباكستان للتحلِّي بالحكمة، وتغليب لغة الحوار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف التَّصعيد، وعدم استخدام الموارد الطبيعيَّة المشتركة بين الدول أداةً لتأجيج الصراعات والتعصب، ونهيب بسرعة العودة إلى طاولة المفاوضات، فعالمنا اليوم لا يحتمل مزيدًا من الحروب والصراعات”.
وكشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم، أن الأجواء بين الهند وباكستان شهدت واحدة من أكبر وأطول المعارك الجوية في تاريخ الطيران الحديث، حيث اشتبكت 125 مقاتلة من الجانبين في مواجهة جوية استمرت لأكثر من ساعة، دون أن يعبر أي طرف المجال الجوي للآخر.
ونقلت الشبكة عن مصدر أمني باكستاني رفيع المستوى قوله إن "125 مقاتلة شاركت في المعركة لأكثر من ساعة"، مشيرًا إلى أن الاشتباك وقع ضمن الحدود الجوية لكل طرف، دون خرق سيادة المجال الجوي لأي من الدولتين. ولم تتمكن الشبكة الأمريكية من التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات بين الجارتين النوويتين، في ظل استمرار الخلافات بشأن إقليم كشمير المتنازع عليه، الذي كان تاريخيًا نقطة اشتعال بين البلدين منذ عقود.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام باكستانية بوقوع انفجار في مدينة لاهور، شرقي باكستان، اليوم الخميس، بالتزامن مع إسقاط الدفاعات الجوية لطائرة مسيّرة هندية قرب مطار المدينة.
وذكرت قناة "سما" الباكستانية أن انفجارات عدة سُمعت في منطقتي غوبال ناغار ونصير آباد، على طريق والتون السريع، مشيرة إلى أن شهود عيان أفادوا برؤية أعمدة من الدخان تتصاعد من مكان الحادث، بينما هرع المواطنون إلى منازلهم وسط حالة من الذعر.
وأوضحت القناة، أن الانفجار نجم عن إسقاط طائرة بدون طيار هندية، يتراوح حجمها بين 1.5 و1.8 متر، كانت تحلق بالقرب من مواقع حساسة، وقد تم التحكم بها من الخارج، قبل أن تتمكن منظومات التشويش من إسقاطها بنجاح.
ونقلت القناة عن مصادر أمنية أن الطائرة المسيرة كانت تستخدم في عمليات تجسس، في ظل استمرار التصعيد الأمني وتبادل الاتهامات بين الجانبين، ما يثير مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع.