احذر: رياح الخماسين تسبب حساسية الأنف والصدر
فصل الربيع يمثل لنا صحوة الحياة بعد خمول فصل الشتاء وتظهر فيه مباهج الحياة وأزهار وثمار مختلفة ولكن للأسف يحمل معه مشاكل صحية للجهاز التنفسى وخاصة الأنف والحلق.
يقول الدكتور أحمد الموصلى استشارى الأنف والأذن والحنجرة إن مجرد التغير فى درجات الحرارة يمثل مشاكل للأنف والجهاز التنفسى عامة وخاصة لو كان التغير الحرارى خلال اليوم الواحد مثل ما يحدث خلال هذه الفترة فالجو حار فى فترات النهار وبارد خلال الليل وخاصة فى الفترة الأخيرة من الليل والصباح الباكر وسبب هذه المشاكل والمعاناة يعتمد أساسا على وظيفة الأنف فإحدى وظائف الأنف هى تدفئة الهواء البارد الداخل للجهاز التنفسى وذلك عبر طريقة تمدد الأوعية الدموية المنتشرة بكثافة داخل الأنف لتصبح درجة حرارة الهواء الداخل للحويصلات الهوائية داخل الرئة معتدلة ومن ناحية أخرى فيستطيع الأنف تبردة الهواء الساخن الداخل للجهاز التنفسى عن طريق دوامات هوائية بسبب غضاريف الأنف الموجودة على جانب الأنف من الداخل وغنى عن التعريف فإن التغير المتكرر فى درجة حرارة الهواء يسبب إرهاق لوظائف الأنف يؤدى لانخفاض فى قدرة المناعة الذاتية داخل الأنف وبالتالى سهولة اصابة الأنف بالجيوب الأنفية بالالتهابات المختلفة.
ويضيف الدكتور أحمد الموصلى من مشاكل فصل الربيع انتشار حبوب اللقاح»الأزهار» وهى من الأسباب المشهورة لحساسية الأنف أو أكثرها شهرة وذلك أن رياح الخماسين وما تحمله من أتربة وملوثات مختلفة تقوم بإثارة «تهيج» الغشاء المخاطى المبطن للأنف والشعب الهوائية بالصدر.
وعادة تبدأ معاناة الشخص بحكة بسيطة داخل الأنف يصاحبها إفرازات مائية شفافة ثم يبدأ المريض فى المعاناة من نوبات من العطاس المتكررة ثم انسداد الأنف وما يصاحبه عادة من صداع وتقلبات مزاجية ومع الوقت يزداد الأمر سوءا بحدوث التهاب بالأنف والجيوب الأنفية وتتحول الإفرازات المائية إلى إفرازات مخاطية شفافة وتتحول بعدها لإفرزات مخاطية ملوثة وهو ما يعنى بأن هذه الإفرزات أصبحت افرازات مخاطية وصديدية وتزداد حدة الصداع الذى يتميز بتركيزة فى الجبهة والوجه ويؤدى إلى الإحساس بالألم فى العينين أيضا.
ويوضح الدكتور أحمد الموصلى أحيانا لا تتوقف المشكلة عند هذا الحد بل يزداد الأمر سواء وينتقل الالتهاب إلى الحلق بسبب الإفرازات الصديدية وقد ينتقل أيضا إلى الحنجرة مسببا «بحة صوتية» أو كحة جافة مستمرة ويلاحظ أنه فى كثير من الأحيان يمتد الالتهاب إلى الأذن أيضا مسببا كتمة فى الأذن والتهاب بالأذن الوسطى.إضافة إلى مضاعفات الحساسية والشعب الهوائية والرئة وخاصة عند مرضى حساسية الصدر المعرضين أكثر من غيرهم للمشاكل التنفسية.
ويشير الدكتور أحمد الموصلى إلى أن الوقاية من مشاكل الأنف تبدأ بالابتعاد عن مسببات الحساسية مثل رياح الخماسين المحملة بالأتربة وحبوب اللقاح كما يحتاج المريض فى بعض الأحيان تناول أقراص مضادة للحساسية أو استخدام بخاخات خاصة لعلاج الحساسية أما فى حالة حدوث التهابات فسنحتاج لأدوية لإزالة الاحتقان من الأنف وتناول فتيتامين «ج» الذى يرفع مناعة الجهاز التنفسى ويوجد أيضا بعض الأدوية التى ترفع مناعة الجسم وتساعدة على الوقاية أو العلاج من التهابات الأنف أما فى حالة حدوث التهاب بالجيوب الأنفية أو الأذن الوسطى فيمكن إضافة المضاد الحيوى المناسب ويمكن استخدام كمامات الأنف فى حالة الرياح الشديدة للوقاية من فيروسات البرد من الشخص المريض وخاصة فى حالة التقلبات الجوية الشديدة وفى حالة وجود حساسية مسبقة وبالرغم من أن معاناة مريض حساسية الصدر تكون أكثر قسوة من مرضى حساسية الأنف إلا أن علاج حساسية الانف سيساعد بدرجة كبيرة فى الوقاية وتجنب امتداد الالتهاب إلى الصدر والشعب الهوائية.