رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

استغلال وابتزاز في قلب الريف.. أزمة أهالي المنوات مع التوك توك والميكروباص

الميكروباص
الميكروباص

تعيش قرية المنوات في محافظة الجيزة أزمة مستمرة في وسائل النقل الجماعي، حيث يعاني الأهالي من استغلال غير مبرر من قبل بعض سائقي الميكروباصات والتوك توك. هذه الأزمة، التي تتفاقم يومًا بعد يوم، جعلت المواطنين في مواجهة مباشرة مع ممارسات غير قانونية، سواء من التلاعب في تعريفة الأجرة أو رفض إتمام خط السير. يعاني الأهالي من فرض تعريفة مغالية تتجاوز الحدود المعقولة، بالإضافة إلى تصرفات تهدد استقرار حياتهم اليومية.


تزداد الأزمة حدة في الصباح المبكر واخر النهار وايام الاجازات 


استغلال التوك توك: من أبرز مظاهر الأزمة هو استغلال سائقي التوك توك للظروف الحالية لرفع تعريفة الأجرة بشكل غير قانوني. حيث يصل البعض منهم إلى حد فرض أجرة تصل إلى 30 جنيهًا على الرحلة التي لا يتجاوز سعرها الطبيعي 10 جنيهات. هذا الوضع أصبح مصدر قلق كبير للمواطنين، الذين لا يجدون بديلاً للتوك توك بسبب قلة وسائل النقل الأخرى. في هذا الصدد، يقول عماد مصطفى، أحد سكان المنوات: "سائق التوك توك يفرض علينا تعريفة مغالية تصل أحيانًا إلى 30 جنيهًا، وإذا اعترضنا، يبدأ في افتعال المشاكل بل ويتصرف بشكل عدواني إذا لم نرضخ لمطالبه".


هذه التصرفات غير القانونية تزداد شدة في بعض الأوقات، حيث يهدد بعض السائقين الركاب باستخدام أساليب بلطجية، في ظل غياب الرقابة أو أي نوع من المحاسبة.


الميكروباصات والتلاعب بالخطوط: أما بالنسبة لميكروباصات المنوات، فإن الأزمة تتعلق بتقليص مسار الخط وعدم إتمام الرحلات إلى وجهاتها النهائية. حيث يرفض بعض السائقين الدخول إلى آخر الخط، والذي يمثل نقطة الوصول الأساسية للوحدة المحلية بالمنوات. ويصرون على التوقف في منطقة طموه، مما يجبر الركاب على المشي مسافة طويلة او اللجوء للتوك توك الذي يفرض اجرة بمزاجه .


ويشير بعض الركاب إلى مشكلة إضافية تتعلق بالتعريفة، حيث على الرغم من أن التعريفة المحددة للميكروباص هي 6.5 جنيه، فإن السائقين يفرضون تحصيل 7 جنيهات من كل راكب. ومع الموافقة الاضطرارية للركاب على دفع المبلغ الزائد، إلا أن السائقين لا يكملون الرحلة طبقًا لخط السير، مما يزيد من معاناة المواطنين.


ويقول حسن عبد الفتاح، أحد أهالي القرية، عن هذه المشكلة: "السائقين يفرضون زيادة في الأجرة تصل إلى 0.5 جنيه فوق السعر المحدد، ومع هذا لا يكملون الرحلة إلى الوحدة المحلية. يتوقفون في طموه، وفي بعض الأحيان يتركون الركاب دون أي سبب واضح".


الطريق غير الممهد: ليس ذنب الأهالي: يتحجج بعض سائقي الميكروباصات بعدم إتمام خط السير بسبب "عدم تمهيد الطريق"، وهو ما يعتبره الأهالي تبريرًا غير منطقي. حيث يوضح مصطفى محمد، أحد سكان المنوات، قائلاً: "نعم، هناك بعض الأماكن التي تحتاج إلى تطوير في الطريق، ولكن ذلك ليس ذنبنا. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على استخدام الميكروباصات للوصول إلى منازلنا أو وحدتنا المحلية، بغض النظر عن حالة الطريق".


الأهالي يرون أن إهمال تحسين الطرق والبنية التحتية لا يجب أن يؤثر على حقهم في الحصول على وسائل نقل آمنة ومريحة.


سائقو التوك توك الأطفال: من الظواهر الأكثر إثارة للقلق هو أن بعض سائقي التوك توك هم في الواقع أطفال لا يتجاوزون سن المراهقة. هؤلاء الأطفال لا يملكون الخبرة الكافية للتعامل مع حركة المرور، مما يزيد من خطر الحوادث ويؤثر سلبًا على سلامة الركاب. تقول أمينة عبد الله، إحدى الأمهات، "أرى يوميًا أطفالاً يقودون التوك توك. لا أستطيع تحمل فكرة أن هؤلاء الأطفال يقودون هذه المركبات في الشوارع، ويعرضون حياتنا للخطر".


خطوط السير  والتراخي في الرقابة: يتساءل العديد من الأهالي عن السبب وراء التقاعس في متابعة خطوط السير.

 فبحسب الرخصة الممنوحة لسائقي الميكروباص، فإن خط السير يجب أن يكون من منطقة المنيب حتى الوحدة المحلية في المنوات. إلا أن الواقع يشير إلى تجاوزات كبيرة من السائقين الذين يرفضون إتمام الخط، ويلجأون للتوقف في نقاط أخرى مثل طموه، مما يثير قلق الأهالي بشأن الرقابة على هذه الخطوط.


ويضيف محمد سامي، أحد سكان المنوات، قائلاً: "الخطوط المحددة في الرخصة واضحة، ولكن لا أحد يلتزم بها. هذه مشكلة خطيرة، لأنه لا يوجد من يراقب ذلك أو يفرض العقوبات اللازمة على السائقين المخالفين".


أما الوحدة المحلية، فهي غائبة عن هذه القضايا اليومية التي تشكل مصدر معاناة للأهالي. حيث يعتبر البعض أن الوحدة المحلية، التي من المفترض أن تكون المسؤولة عن مراقبة الخدمات داخل القرية، غائبة تمامًا عن التدخل في هذه الأزمة.


الرقابة المفقودة وحلول مقترحة: يؤكد المواطنون أن الوضع لا يمكن أن يستمر دون تدخل عاجل من السلطات المحلية. وتتمثل أبرز المطالب في ضرورة تطبيق رقابة أكثر صرامة على خط سير الميكروباصات، وإلزام السائقين بإتمام رحلاتهم وفقًا لما هو موضح في الرخصة.


كما يؤكد الأهالي على ضرورة تحديد أجرة ثابتة للتوك توك على الطرق الرئيسية، مع إتاحة التفاوض في الطرق الجانبية. هذه الإجراءات ستساهم في تقليل الاستغلال وتخفيف الأعباء عن المواطنين.


من بين الحلول التي يقترحها الأهالي أيضًا هو ضرورة وجود نقطة شرطة داخل القرية يمكن اللجوء إليها في حال حدوث أي مشكلات أو تجاوزات من السائقين. هذه النقطة ستكون بمثابة رادع حقيقي لأي سائق يحاول استغلال الركاب أو التلاعب بالقوانين.


الاقتراحات والحلول: يحتاج الوضع في المنوات إلى تدخل سريع من الجهات المعنية لضبط أسعار الأجرة، وتعزيز الرقابة على سلوك السائقين، خصوصًا سائقي التوك توك الذين يتلاعبون بالأجرة. كما يجب تحسين البنية التحتية للطرق لتسهيل حركة المرور وضمان عدم توقف الميكروباصات في أماكن غير مخصصة.


إن معاناة أهالي المنوات مع وسائل النقل تكشف عن أزمة كبيرة تحتاج إلى حل جذري. استغلال السائقين، سواء من خلال رفع الأجرة أو التلاعب بمسار الرحلات، يضع عبئًا إضافيًا على المواطنين الذين يعانون في صمت. يجب على الجهات المعنية التدخل بشكل عاجل لحل هذه الأزمة وضمان تقديم خدمة نقل ملائمة وآمنة للجميع.