عالم بالأوقاف: الساعي على الأرملة كالمجاهد في سبيل الله (فيديو)

أكد الشيخ أحمد سعيد فرماوي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن العمل يُعد من العبادات التي دعا إليها الله سبحانه وتعالى، موضحًا أن الله أمر الإنسان بعمارة الأرض واستصلاحها، واستخراج خيراتها، وتمهيد طرقها، وجعلها صالحة للحياة، وهو ما يندرج تحت مفهوم أن "العمل عبادة" طالما عاد بالنفع على الفرد والمجتمع.
العمل لا يغني عن أداء العبادات الأساسية
وأضاف أحمد فرماوي خلال لقائه مع أحمد دياب ونهاد سمير، في برنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، حيث شدد على أن العمل لا يغني عن أداء العبادات الأساسية، مثل الصلاة، قائلاً: "العمل عبادة لكن ليس في وقت العبادة، لا يجوز ترك الصلاة بدعوى الانشغال بالعمل".
وأضاف فرماوي أن الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تُظهر عظمة الأجر والثواب لمن يسعى من أجل رزق حلال، مشيرًا إلى قوله تعالى: "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً"، وهو دليل على أن الله يكافئ من يتقن عمله ويؤديه بإخلاص".
كما أشار إلى الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري ومسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم الليل الصائم النهار"، مؤكدًا أن من يعمل من أجل الإنفاق على الأرامل والمحتاجين ينال أجرًا عظيمًا يعادل أجر المجاهد والصائم القائم.
العمل الشريف هو وسيلة لبناء المجتمعات
وختم فرماوي حديثه بأن العمل الشريف هو وسيلة لبناء المجتمعات وتحقيق التوازن بين متطلبات الدنيا والآخرة، لكنه لا يجب أن يُستخدم ذريعة للتقصير في أداء الفروض الدينية.
على صعيد متصل، وفي إطار الاحتفال بـ"يوم العمال"، أكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف على أهمية العمل في الإسلام، مبينًا أن العمل له مكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية، فهو عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثّ عليه الإسلام وجعل منه وسيلة لتحصيل الرزق الحلال، والاعتماد على النفس، ونبذ البطالة والكسل.
العمل وبناء الفرد والمجتمع
وقال المجمع عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك بمناسبة عيد العمال اليوم الموافق 1 مايو لعام2025: "العمل ليس مجرد وسيلة للكسب، بل هو عنصر أساسي في بناء شخصية الإنسان وتحقيق توازنه النفسي والاجتماعي، كما أنه يعزز الابتكار ويقود إلى التقدم".
الإسلام يحث على العمل وينهى عن الاتكال
وأوضح المجمع أن الشريعة الإسلامية كرّمت العامل وأعلت من شأنه، مستشهدًا بقوله تعالى:"هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلْأَرْضَ ذَلُولًۭا فَٱمْشُوا۟ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا۟ مِن رِّزْقِهِۦ ۖ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ" [الملك: 15]، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده".
العمل لبناء النفس والمجتمع
لفت المجمع إلى أن العمل يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، فهو يدفع عجلة التنمية، ويدعم الاقتصاد، ويحدّ من المشكلات الاجتماعية، كما يساعد الإنسان على اكتشاف قدراته ومواهبه، ويعزز لديه روح الانضباط والثقة بالنفس.
وأكد المجمع أن الأمم لا تنهض إلا بسواعد أبنائها، وأن الاحتفاء بيوم العمال يجب أن يكون مناسبة لتجديد العهد مع العمل والإنتاج، وبذل الجهد لإعلاء الوطن، منوّهًا بأن الإسلام يربط بين الإيمان والعمل، ويعدّ الإتقان في العمل من تمام الدين.
رسالة احترام وتقدير لكل عامل
وفي ختام رسالته، وجه مجمع البحوث الإسلامية تحية لكل من يسهم في بناء الوطن بجهده وعرقه، مشددًا على ضرورة دعم العمال وتهيئة بيئة عمل آمنة تحفظ حقوقهم وتضمن كرامتهم.