رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خط أحمر

لم يستغل طرف فى المنطقة أجواء سقوط نظام بشار الأسد فى دمشق كما استغلته إسرائيل ولا تزال وعلى أبشع ما يكون.

وقد بلغت بجاحة الإسرائيليين فى استغلال هذه الأجواء، إلى حد أن المتحدث باسم جيشهم عبر الحدود إلى سوريا، ثم وقف يلتقط صورا تحت لافتة تشير إلى الطريق نحو محافظة القنيطرة السورية!.. ومن قبل أن يذهب هذا المتبجح كانت حكومة التطرف فى تل أبيب برئاسة بنيامين نتنياهو قد أعلنت أن قواتها توغلت فى الحدود السورية الجنوبية، وأنها ترى أن محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء الواقعة على الحدود فى الجنوب يجب أن تبقى منزوعة السلاح أو شيئا أقرب إلى ذلك!

وهكذا يتبين أن الرعب الذى تعيشه هذه الحكومة ليس رعبا من حماس فى فلسطين فقط، ولا من حزب الله فى جنوب لبنان وحسب، ولكن أيضا من السوريين الذين يعيشون على أرضهم، ولا يهددون الإسرائيليين فى شيء، ولا يفكرون فى الهجوم على إسرائيل ولا على غير إسرائيل.

بل إن العكس هو الصحيح، لأن إسرائيل تحتل هضبة الجولان السورية من أيام حرب ١٩٦٧، ولأنها أعلنت ضمها إليها فى مرحلة لاحقة.. ولكنها تعرف أن احتلال الهضبة لن يجعل منها هضبة إسرائيلية ولو دام الاحتلال مائة سنة، وأن الضم لن يجعل منها هضبة إسرائيلية مهما طال الضم ومهما استمر.

وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد اعترف آخر فترته الرئاسية الأولى بالوجود الإسرائيلي فى الهضبة.. ولكن حتى هذا الاعتراف لا يغير ولن يغير من الحقيقة شيئا.. فالحقيقة الجغرافية تقول إن الجولان أرض سورية وسوف تظل.

لهذا كله استغربت أن يطلب أسعد الشيباني، وزير الخارجية السوري، من مجلس الأمن التدخل لإخراج إسرائيل من المناطق التى دخلتها استغلالا لأجواء سقوط حكومة الأسد ومجيء حكومة أحمد الشرع فى مكانها.

استغربت مطلب الشيباني لأن السوريين هم الذين عليهم أن يخرجوا إسرائيل من الجولان ومن كل أرض سورية، وليس مجلس الأمن ولا غير مجلس الأمن.. فالولايات المتحدة عضو دائم فى المجلس، وهى تعمل من داخله لصالح إسرائيل طول الوقت بكل أسف، ولا أمل ننتظره من المجلس أو نرجوه والحال هكذا، وإنما الأمل كله فى السوريين أنفسهم وليس فى سواهم.