هَذَا رَأْيِى
ما بين الحين والآخر وعبر وسائل التواصل الاجتماعى يليها استضافات فى برامج ومحطات تليفزيونية يصدمنا الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر برأى شاذ يصطدم مع ثوابت الدين الإسلامى وإجماع الأمة.. فالهلالى ومن على شاكلته– وهم قلة– دائمًا يبحثون عن كل ما هو مختلف وشاذ على شاكلة «الرجل الذى عض الكلب» حتى يكون طرحهم وما يقدمونه جديدًا ومثيرًا يلبى طموحات الناس فيما هو جديد ومفاجئ ليرضى غرورهم المعرفى وفضولهم الإنسانى.. مشكلة الهلالى أنه أستاذ للفقه المقارن بجامعة الأزهر وهذه الوظيفة تميزه عن غيره ممن يسوقون لأنفسهم أنهم مجددون للخطاب الدينى ويعملون طبقًا لأجندات لها رعاتها لهدم ثوابت الدين والنيل من شرعه وشريعته وأئمته.. كون الهلالى أستاذًا للفقه فى جامعة الأزهر–هناك العشرات من أساتذة الفقه فى جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات ولم نسمع أو نرَ أحدًا منهم يروج لما يروج له الهلالى وكأنه وحيد عصره وزمانه!.. عمل الهلالى بجامعة الأزهر يلقى على جامعة الأزهر ومشيخة الأزهر مسئولية قانونية لمحاسبة أحد منسوبيها على ما يروج له والذى وصفه الأزهر بأنها دعوات تخريبية للعقول وتقدح فى صحيح الدين وثوابته.. صحيح أن الأزهر ولجانه يصدرون بيانات للرد على هذه التخاريف وهذا واجبهم ولكن ضمن واجباتهم محاسبة هذا الهلالى وإحالته للتحقيق ليتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات لردع هذا الهلالى وحيد عصره وزمانه وكذلك تقديمه للعدالة وتوضيح ما يقوم به الهلالى من عبث لينال جزاءه مثلما فعل الأزهر مع إسلام البحيرى وحبسه عامًا على تخاريف فى النيل من أئمة الإسلام وشرعه وشريعته.. آخر تخاريف الهلالى كانت عن تقسيم الميراث ومطالبته بأن يتم استفتاء شعبى لتعديل ما أقره الله فى محكم آياته فى سورة النساء بشأن المواريث والتى اختتمها رب العزة بقوله «تلك حدود الله».. كبح جماح هذا الهلالى ضرورة وواجب على جامعة الأزهر فهو أحد منتسبيها، وأيضًا واجب على كل من يستطيع تقديم هذا الهلالى إلى المحاكمة لينال عقابه.
تجديد علوم الإسلام عملية معقدة تتطلب مناقشات فى المحافل الأكاديمية والشرعية للوصول إلى إجماع فى الفتوى بشأن مثل هذه المسائل وبيان صحيحها وليس عبر برامج تليفزيونية ومحطات فضائية مع إعلاميين لا يملكون سوى هز الرؤوس لفقدانهم للعلوم الشرعية.. مقدمو البرامج ليسوا متخصصين فى علوم الدين أو التفسير أو فقهاء فى مقارنة الأديان لمناقشة الهلالى وتفنيد تخاريفه واستدلالاته غير الصحيحة.. العدل يا هلالى فيما يقرره الله وليس فيما يصوت عليه البشر.
الأزهر الشريف أكد قدسية النصوص القرآنية المتعلقة بالميراث.. وأن هذه الدعاوى افتئات على الشرع وجرائم فكرية تهدد استقرار المجتمع.. الهلالى يجيد إقامة استدلالات غير صحيحة على تحليل حرام أو تحريم حلال.. آراء الهلالى تصطدم مع الإجماع الفقهى.. النيل من الآيات والنصوص القرآنية وزعزعة الإجماع الفقهى الذى استقر منذ قرون جرائم فكرية الهدف منها التخريب وليس التجديد.
تخاريف الهلالى تهدف إلى التشكيك فى النصوص الشرعية والطعن فى الثوابت الدينية.. تهمة نشر أفكار مضللة تثير الفتن بين الناس وتهدد أمن واستقرار المجتمع تستوجب محاسبة مرتكبيها.
أجندة الهلالى تهدف إلى التشكيك فى النصوص القرآنية الصريحة وتقديم تفسيرات مغلوطة لها مما يؤدى إلى زعزعة ثقة الناس فى الدين وتثير الفتنة.. آيات الميراث ليست نصًا قانونيًا بل هى جزء من نظام إلهى محكم يهدف إلى تحقيق العدل والاستقرار الاجتماعى.. ثوابت الدين أيها الهلالى خط أحمر.
الأستاذ أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام واجب عليه أن يوقف محاولات تفريغ الدين الإسلامي–وكأنه الحائط المائل بين الأديان–من مضمونه التى تمارس عبر البرامج التليفزيونية والإذاعية والفضائيات.. رئيس الهيئة الوطنية للإعلام مطالب بالتصدى لمشروع تفكيك الدين وعرض آراء أحادية لمدعين بدعوى تجديد الخطاب الدينى.. الخروج عن النصوص القطعية ليس من حرية الرأى أو الاجتهاد.. حاسبوا الهلالى ومن على شاكلته فهم يبثون السم فى العسل لتخريب العقول وزعزعة استقرار الأمة.
[email protected]