نماذج دول حولت صحراءها إلى جنة خضراء ويمكن تطبيقها في مصر
في عالم يعاني من تحديات التغير المناخي والتصحر، نجحت عدة دول في تحقيق معجزات حقيقية بتحويل أراضٍ قاحلة إلى جنات خضراء نابضة بالحياة، و تجارب هذه الدول تقدم لمصر دروسًا قيّمة وخططًا يمكن تكييفها لإحياء ملايين الأفدنة الصحراوية، ودفع عجلة التنمية الزراعية والاقتصادية.
زراعة تحت الشمس الحارقة
رغم درجات الحرارة العالية ونقص المياه، تمكنت الإمارات من إنشاء مزارع حديثة تعتمد على تقنيات الري بالتنقيط والزراعة المائية (الهيدروبونيك). في دبي وأبوظبي، توسعت المساحات الخضراء بفضل مشاريع ضخمة لاستخدام المياه المعالجة وتحلية مياه البحر، مما جعل الصحراء تزدهر بالمنتجات الزراعية المحلية.
غابات في قلب الصحراء
أطلقت الصين مشروع "الحزام الأخضر العظيم"، وهو مبادرة لزراعة ملايين الأشجار لمكافحة التصحر في المناطق الشمالية. على مدى عقود، تحولت مساحات من صحراء غوبي إلى غابات ساعدت في تحسين المناخ المحلي وزيادة الإنتاج الزراعي، عبر تقنيات التشجير السريع وإعادة تأهيل التربة.
المملكة العربية السعودية: الزراعة الذكية
في السعودية، ساعدت تقنيات الزراعة الدقيقة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومراكز الأبحاث الزراعية، في إنتاج القمح والخضروات والفواكه في بيئات صحراوية قاسية مثل مناطق تبوك والقصيم، مع اعتماد حلول مبتكرة لإدارة المياه.
فرصة مصرية واعدة
يمتلك المشروع المصري القومي لاستصلاح الأراضي، بما في ذلك مشروع "الدلتا الجديدة" ومشروع "توشكى الخير"، مقومات هائلة لتطبيق هذه النماذج الناجحة. تتوفر في مصر مساحات شاسعة من الصحراء، ومصادر متنوعة من المياه المعالجة ومياه النيل الجوفية، فضلاً عن الخبرة العلمية والبحثية.
وأكد الدكتور مؤمن عبدالرحمن، أستاذ استصلاح الأراضي، أن مصر تستطيع من خلال اعتماد تقنيات الري الحديثة، واستثمار المياه غير التقليدية، وزراعة أصناف مقاومة للجفاف، أن تحقق نهضة زراعية كبرى تحول الصحراء إلى مصدر رئيسي للأمن الغذائي الوطني.
من أبرز التحديات التي تواجه مصر نقص التمويل اللازم للبنية التحتية الزراعية، وضرورة تدريب الكوادر على التقنيات الحديثة. ويرى خبراء أن الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، مع تعزيز البحث العلمي، هو المفتاح لتكرار قصص النجاح العالمية على الأرض المصرية.
ومع توافر الإرادة السياسية والدعم الشعبي، فإن حلم تحويل الصحراء المصرية إلى جنة خضراء لم يعد بعيد المنال.