المفتي: الحفاظ على المياه واجب ديني وأخلاقي وخطة توعوية لمواجهة التحديات

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن التعاون بين مؤسسات الدولة يمثل ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشددًا على أن الحفاظ على المياه لم يعد مجرد ضرورة خدمية أو بيئية، بل هو واجب ديني وأخلاقي يرتبط بمفهوم الإعمار والمسؤولية في الإسلام، الذي يحث على الترشيد وصون النعم، استنادًا إلى قول الله تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
جاء ذلك خلال لقائه بالمهندس مصطفى الشيمي، رئيس شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى، حيث ناقش الطرفان آليات تعزيز التعاون في مجال التوعية المجتمعية بقضايا المياه، وإطلاق حملات تثقيفية تستهدف تعزيز الوعي العام بأهمية ترشيد استهلاك هذا المورد الحيوي.
وأوضح المفتي أن دار الإفتاء تمتلك امتدادًا مجتمعيًا واسعًا يمكن استثماره في دعم قضايا الوطن، خاصة تلك المرتبطة بسلوكيات الاستخدام اليومي للموارد، وعلى رأسها المياه. وأضاف أن المؤسسة قادرة على توظيف أدواتها الدعوية والإرشادية للمشاركة في بناء الإنسان وتهذيب سلوكياته بما يخدم الصالح العام.
من جانبه، أشاد المهندس مصطفى الشيمي بمبادرة فضيلة المفتي، مؤكدًا على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات، لاسيما الدينية، في التصدي للتحديات المتعلقة بالمياه.
ولفت إلى أن الخطاب الديني له تأثير كبير في تشكيل الوعي والسلوك الجمعي، ما يجعله شريكًا رئيسيًا في تحقيق أهداف التوعية.
وتناول اللقاء مناقشة إطلاق حملات توعية موسعة تشمل ورش عمل، وبرامج تثقيفية، ومواد إعلامية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تستهدف مختلف الفئات المجتمعية، خاصة الشباب وطلاب المدارس والجامعات، مع دمج البعد الديني في الخطاب التوعوي لتعزيز تأثيره وفاعليته.
واختُتم اللقاء بالاتفاق على إعداد خطة تنفيذية شاملة للتوعية بقضية المياه، ترتكز على خطاب علمي وديني متوازن، يراعي التحديات الراهنة ويقترح حلولًا عملية تُجسد روح المسؤولية الوطنية والإنسانية.