دعاء الشفاء العاجل للمريض.. يزيل الألم يمنح الراحة

دعاء الشفاء من الأمراض من أعظم الوسائل التي يُلجأ إليها في وقت الضعف والمرض، فهو أحد مفاتيح الفرج التي فتح الله بها لعباده، وقد حضّنا ربُّنا تبارك وتعالى على الدعاء ووعدنا بالاستجابة، فقال: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" [غافر: 60]. 

ومن هنا، فإن الدعاء للمريض بالشفاء العاجل يُعدّ من أنبل صور الدعاء وأكثرها تأثيرًا، لا سيما أنه يحمل في طياته رجاء ورحمة، وأملًا في أن يرفع الله عن المريض بلاءه ويمنّ عليه بالعافية.

ويلجأ الكثيرون إلى ترديد أدعية الشفاء للمريض، لما لها من أثر عظيم في تهدئة النفس، وبث الطمأنينة، وتذكير المريض بأن رحمة الله أوسع من كل ألم، وأن الشفاء بيده وحده سبحانه، فإذا أراد شيئًا قال له: "كن فيكون".

إن الدعاء للمريض لا يُعدّ فقط وسيلة لطلب الشفاء، بل هو عبادة بحد ذاته، يرفع بها العبد حاجته إلى خالقه، ويُظهر افتقاره وضعفه بين يديه. وعلى من ابتلاه الله بالمرض أن يكثر من الدعاء والتضرع، لا سيما في أوقات الاستجابة المعروفة مثل: بعد الأذان، وبين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، وبعد الصلوات المكتوبة.

كما حثّنا النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء للمريض، بل وأرشدنا إلى أفضل ما يُقال من أدعية الشفاء، سواء من القرآن الكريم أو من السنة النبوية الشريفة، فهي كنوز ربانية تحمل بين كلماتها نورًا ودواءً، تلامس القلب وتطمئن النفس.

دعاء الشفاء العاجل مكتوب

يمكن للمريض أن يردد دعاء الشفاء بنفسه، فلا يشترط أن يكون الدعاء من الغير، بل إن تضرع المريض إلى ربه مباشرة يزيد من رجائه، ويُظهر صدق توكله على خالقه. ومن هذه الأدعية:

"ربّ إنّي مسّني الضرّ وأنت أرحم الرّاحمين" [الأنبياء: 83] – دعاء نبي الله أيوب عليه السلام حين اشتد به المرض والبلاء.

"اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، أن تمنّ علينا بالشفاء العاجل، وألا تدع فينا جرحًا إلا داويته، ولا ألمًا إلا سكنته، ولا مرضًا إلا شفيته، وألبسنا ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل، واشفِنا وعافِنا واعفُ عنا، واشملنا بلطفك ومغفرتك، وتولّنا برحمتك يا أرحم الراحمين."

"إلهي، أذهب البأس ربّ الناس، اشفِ وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت يا رب العالمين."

"يا إلهي، اسمك شفائي، وذكرك دوائي، وقربك رجائي، وحبّك مؤنسي، ورحمتك طبيبي ومعيني في الدنيا والآخرة، وإنك أنت المعطي العليم الحكيم."

"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من نفخه ونفثه وهمزه."

"بسم الله أرقي نفسي من كل شيء يؤذيني، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، بسم الله أرقي نفسي، الله يشفيني، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيني ويشفي مرضى المسلمين."

"اللهم ألبسنا ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل، واشفِنا وعافِنا، واعفُ عنا، واشملنا بعطفك ومغفرتك، وتولنا برحمتك يا أرحم الراحمين."

"ربنا الله الذي في السماء، تقدّس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا خطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل علينا من رحمتك، ومن شفائك على هذا الألم فيبرأ."

"يا مُفرج الكرب، يا مُجيب دعوة المضطرين، اللهم ألبس كل مريض ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل، اللهم اشفِه، اللهم اشفِه، اللهم اشفِه، اللهم آمين."

أدعية الشفاء من القرآن الكريم

وقد ورد في القرآن الكريم آيات عظيمة يُستحب تلاوتها على المريض، فهي تحمل بين كلماتها نور الشفاء وطمأنينة النفس، ومنها:

سورة الفاتحة: فهي أمّ الكتاب، وشفاء للقلوب والأبدان:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ۝ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ۝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۝ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۝ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ".

سورة الإخلاص والمعوذتين (الفلق والناس): فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتهن للوقاية من الشرور، والشفاء من العين والحسد.

آية الكرسي:
"اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ... وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" [البقرة: 255].

أواخر سورة البقرة:
"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ..." [البقرة: 285-286]، وفيها دعاء للمغفرة والرحمة ورفع المشقة.