رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

علي جمعة: الغلو وسوء الفهم سبب الفتن

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن العالم الإسلامي في العصر الحديث ابتُلي بفتن شديدة، كان الغلو وسوء فهم النصوص الشرعية في طليعة أسبابها.

اتهام المسلمين بالكفر والبدعة

 وأوضح أن بعض الناس تجرأوا على اتهام المسلمين بالكفر والبدعة في مسائل خلافية، أقرها أئمة الإسلام عبر القرون، غافلين عن أن سر بقاء هذا الدين يكمن في قبوله للاختلاف المحمود، الذي عرفه العلماء منذ نشأة الحضارة الإسلامية.

وأوضح جمعة أن غياب آداب الحوار وضوابط الاختلاف هو ما غذّى دعاة الفتنة، فأصبح كثيرون ينحازون إلى آرائهم بدافع الهوى، لا طلبًا للحق، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله" [القصص: 50].

وأشار إلى أن السلف الصالح، في اختلافهم، التزموا اللين والكلمة الطيبة، عملاً بقوله تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" [فصلت: 34]، وقوله: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم" [الإسراء: 53]، وهو ما يظهر جليًا في تعامل العلماء مع خلافاتهم، مثلما أثنى الإمام الذهبي على تقي الدين السبكي، رغم انتمائه للمذهب الأشعري الذي خالف فيه شيخه ابن تيمية.

وشدد جمعة على أن علماء الأمة لم يكونوا يرمون الناس بالجهل والخيانة من فراغ، بل كان الأصل عندهم حسن الظن، لا سيما في العلماء، وكانوا يحرصون على حمل الكلام على أفضل المحامل.

سمات أهل العلم

 فالتمهل في إصدار الأحكام، والاحتياط في الاتهام، كانا من سمات أهل العلم، كما هو واضح في كتب الفقهاء التي تذكر الأقوال دون التعرض الدائم لأدلتها، وكذلك في منهج المحدثين الذين لم يجرحوا إلا في مواضع الرواية، أما في غير ذلك فكانوا مثالًا للستر والتواضع والأدب.

ونبّه الدكتور جمعة إلى أن بعض المتشبهين بالعلماء في الأزمنة المتأخرة خدعوا الناس بالخطاب الحماسي والصوت العالي، دون أن يتحلوا بأخلاق أهل العلم الحقيقيين.

واستشهد بكلام الحافظ ابن رجب الحنبلي، الذي أوضح فيه خطر الانتصار للأشخاص لا للأفكار، مبينًا أن بعض التابعين قد يدافع عن قول مرجوح، لا لأنه على صواب، بل تعصبًا لشيخه، وهي نية فاسدة قد تُفسد مقصده في الدفاع عن الحق.

وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام راعوا دومًا رابطة الأخوة الإيمانية، وقدموا وحدة الأمة على الخلافات، لأن بقاء الدين قائمًا لا يتحقق إلا بالحفاظ على هذه الرابطة، حتى لو تعددت الاجتهادات.