رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

"المنوات".. قرية غارقة في أزمات لا تنتهي والحكومة غائبة

التلوث في المنوات
التلوث في المنوات

يعيش حوالي 50 ألف نسمة في قرية المنوات التابعة لمحافظة الجيزة، تحت وطأة أزمات متفاقمة تهدد حياتهم اليومية، ويعاني الأهالي من نقص الخدمات الأساسية، حيث تُقطع المياه لساعات طويلة، وتتسم الكهرباء بالضعف أو الانقطاع المتكرر، بينما تفتقر القرية إلى طرق صالحة للسير.

تتفاقم المعاناة مع فوضى المواصلات، التلوث البيئي الناجم عن غياب الصرف الصحي، وإهمال السلطات المحلية. فهل سيستمر الأهالي في تحمل هذه الأوضاع، أم ستتحرك الجهات المسؤولة لتلبية مطالبهم؟

أزمة المياه.. انقطاع متواصل ومعاناة يومية

تُعد أزمة المياه الصالحة للشرب من أبرز المشكلات التي تواجه سكان المنوات. يعاني الأهالي من انقطاع المياه لفترات قد تمتد إلى 20 ساعة يوميًا، مما يضطرهم إلى البحث عن مصادر مياه غير موثوقة أو الاعتماد على محطات التحلية البعيدة.

يقول محمد سعيد (52 عامًا)، موظف حكومي: "المياه تُقطع طوال اليوم، ونضطر للاعتماد على الجيران أو جلب المياه من مصادر بعيدة دون أي تدخل من المسؤولين".

تزداد الأزمة حدة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، مما يجعل تأمين المياه معركة يومية. ورغم الشكاوى المتكررة، لا تزال الحلول الجذرية غائبة، مما يعمق إحباط الأهالي.

الكهرباء.. انقطاعات متكررة وأضرار متفاقمة

تعاني قرية المنوات من أزمة كهرباء مزمنة، حيث تتكرر الانقطاعات أو يظل التيار ضعيفًا للغاية، مما يتسبب في تلف الأجهزة الكهربائية وتعطيل الحياة اليومية.

يوضح علي أبو حمدة (40 عامًا)، مدرس: "الكهرباء تُقطع بشكل متكرر، مما يؤثر على الأجهزة المنزلية. في الحر الشديد، لا نجد تكييفًا أو مراوح، وتتوقف الأعمال التجارية".

هذه الانقطاعات لا تؤثر فقط على الراحة اليومية، بل تزيد من معاناة الأهالي في ظل غياب أي إصلاحات عاجلة للبنية التحتية الكهربائية.

المواصلات.. فوضى بلا رقابة

تعاني المنوات من أزمة مواصلات حادة، حيث ترفض معظم الميكروباصات دخول القرية بسبب سوء حالة الطرق. يضطر الأهالي إلى الاعتماد على "التكاتك" كوسيلة نقل رئيسية، لكن هذه الوسيلة تعمل دون أي تنظيم أو رقابة، مما يزيد الفوضى ويعرض سلامة الركاب للخطر.

يصف أحمد عبد الله (30 عامًا)، موظف، الوضع قائلاً: "لا توجد رقابة على التكاتك، ويحدد السائقون الأسعار حسب رغبتهم دون تنظيم أو مواعيد ثابتة".

هذا الوضع يعيق تنقل الأهالي ويزيد من شعورهم بالعزلة عن العالم الخارجي.

الصرف الصحي.. كارثة بيئية تهدد الصحة

تُعد مشكلة الصرف الصحي الأخطر في المنوات، حيث تغرق أجزاء كبيرة من القرية، خاصة منطقة ميت شماس، في مياه الصرف. تعاني الشوارع والمنازل من تلوث بيئي خطير، مصحوب بروائح كريهة تهدد صحة السكان.

يقول عادل مصطفى (60 عامًا)، فلاح: "القرية غارقة في مياه الصرف، والروائح لا تُطاق. نحن نعيش في مستنقع يتفاقم يومًا بعد يوم".

يؤثر هذا التلوث على الأراضي الزراعية، مما يضر بالمحاصيل ويعرض سلامة الغذاء للخطر. ويناشد الأهالي المسؤولين سرعة إتمام مشروع الصرف الصحي لإنهاء هذه الكارثة.

شهادات الأهالي.. صرخة من قلب الأزمة

تعكس شهادات سكان المنوات حجم المعاناة. تقول أم أحمد (45 عامًا)، ربة منزل: "نعيش في ظل مشكلات متفاقمة؛ المياه تُقطع، الكهرباء غير مستقرة، والطرق متهالكة".

من جانبه، يحذر محمود عبد الرحمن (35 عامًا)، موظف حكومي، من التأثيرات البيئية: "مياه الصرف تتسرب إلى الشوارع والأراضي الزراعية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لصحتنا".

تتكرر هذه الشهادات في كل ركن من أركان القرية، مما يكشف عن إحباط عميق وشعور بالإهمال من قبل الجهات المسؤولة.

نداء عاجل للتدخل

يشعر أهالي المنوات بالعزلة، وكأن مطالبهم تُقابل بآذان صماء. يوجهون نداءً عاجلاً إلى المسؤولين للتدخل الفوري وتحسين الأوضاع المعيشية.

يقول إبراهيم سعيد (50 عامًا): "نطالب بحلول حقيقية، لا وعودًا فارغة. نريد مياه نظيفة، كهرباء مستقرة، وصرف صحي فعال".

ومن الواضح أن هناك تدهورًا مستمرًا في الخدمات في قرية المنوات، وهي معاناة مستمرة تنذر بكارثة إذا لم يتم التدخل الفوري.

أما الوضع الراهن فيحتاج إلى خطوات جادة من السلطات المحلية والجهات المعنية، لتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى تطوير وسائل النقل وتوفير الرقابة على التكاتك، لضمان حياة كريمة لسكان هذه القرية.

الوقت لا ينتظر، والحلول العاجلة هي الحل الوحيد لتجنب المزيد من المعاناة.

فهل ستستجيب الحكومة وتلبي مطالب الأهالي؟ أم سيظل الوضع على ما هو عليه؟ هذا ما سيكشفه المستقبل.