فى زيارة تاريخية رسمية قام الرئيس الفرنسى ماكرون بزيارة مصر فى ظل الظروف المحيطة والاضطرابات الحادثة فى الشرق الأوسط وكانت هذه الزيارة لها من الأهمية بمكان وحملت كثيرا من الدلالات المهمة وتلبية لرغبة فرنسا وأعدت مصر جدول تلك الزيارة كأحسن ما يكون، فلقد بدأ استقبال رسمى للرئيس الفرنسى الذى أتى فى تلك الآونة ليؤكد معانى كثيرة من دعم فرنسا للشراكة المصرية الفرنسية فبدأها بزيارة للمتحف الكبير والذى لم يفتتح رسميا وزيارة الأهرامات ولقد كان للحملة الفرنسية جوانب ثقافية هائلة وحافظت على هذا الإرث المصرى فى كل مناحى الحياة بتدوين كتاب "وصف مصر" وفك رموز حجر رشيد الذى أبان اللغة الهيروغليفية ومن ثم تم للعلماء قراءة التاريخ الفرعونى المجيد حضارة السبعة آلاف سنة تلك الحضارة العريقة التى سجلت صفحات من نور قبل أن يكتب التاريخ، وكانت فرنسا هى قبلة التنوير للحضارة المصرية الحديثة على يد رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك ومحمد عبده وطه حسين ومصطفى كامل، فلا ينكر أحد أن فرنسا هى منبع الثقافة الحديثة وبعد أن سجل الرئيس ماكرون إعجابه ودهشته بتلك الآثار العظيمة وأخذ سيلفى مع أبوالهول ثم اصطحبه الرئيس السيسى إلى حيث مصر البشر فى وسط القاهرة حيث عبق التاريخ ورؤية حياة وانطباعات وجمال وروعة هذا الشعب والتفافه حول قيادته السياسية فى محبة طبيعية بعيدة عن التصنع وهى رسالة مهمة عن اصطفاف هذا الشعب فكانت منطقة خان الخليلى بما تحمله من الروح الشعبية المتأصلة داخل وجدان المصريين أولاد البلد ليرى الرئيس الفرنسى مقهى نجيب محفوظ ومن هذه المنطقة كانت حكايات أبطال روايات الثلاثية "السكرية وبين القصرين وذقاق المدق" للشخوص الذين كتب رواياتهم صاحب نوبل نجيب محفوظ.
ثم تجول الرئيسان السيسى وماكرون بين جموع المواطنين فى مسيرة طويلة بمنطقة الجمالية مسقط رأس الرئيس السيسى والتحما بالمواطنين الذين أعربوا عن سعادتهم وقاموا بالترحيب بالرئيس وضيفه فى مظاهرة حب وقام الرئيس بمرافقة ضيفه فى مترو الأنفاق وقاما بعقد اتفاق لإنشاء الخط الرابع والخامس والسادس من مترو الأنفاق ثم توجه الرئيس ماكرون لإلقاء كلمة فى جامعة القاهرة بحضور صفوة من العلماء والمثقفين وأعضاء هيئة التدريس ثم قام بالذهاب إلى فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى درس الفلسفة فى جامعة السوربون الفرنسية، وأشاد بدور الأزهر التنويرى ومكانة الإمام الأكبر وتأثيره العالمى وزار الرئيس السيسى برفقة ضيفه مستشفى العريش وقابلا العديد من المرضى والمصابين من غزة وشرح الأطباء ما قُدم لهؤلاء المرضى من خدمات طبية وعلاجية لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى، ثم عبرا إلى منفذ رفح الذى تواجدت أمامه مليونية لا للتهجير القسرى أو الطوعى ولا لإبادة أهل غزة ولا لتصفية القضية الفلسطينية، حيث حمل المصريون لافتات تدين وترفض دعاوى التهجير وعدم إدخال المساعدات الغذائية والطبية وملأت صرخاتهم الآفاق وكان برنامج جولة الرئيس الفرنسى مليئا بالرسائل التى ترفض تصفية القضية الفلسطينية ومن هنا كانت جولة خان الخليلى لأجل خان يونس.