رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

لم تكن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجامعة القاهرة مجرد حدث عابر يشتمل على توقيع العديد من الاتفاقيات للتعاون بين البلدين في مجال التعليم فحسب بل تركت بصمات واضحة في نفوس جميع حضور المؤتمر الذي انعقد في قاعة الاحتفالات الكبري تحت القبة التاريخية بالحرم الجامعي. 

لقد أشعت تلك الزيارة حالة من البهجة والفرح والحماس والتفاؤل والأمل في أجواء قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة العريقة، وسادت روح من الألفة والوئام بينهم وبين الرئيس الفرنسي، فيكفي أن تنظر إلى أوجه الحاضرين من أصغر طالب حتى أكبر مسئول لترى ما يشعرون به وسط أعين لامعة وثغور باسمة. 

امتلأت الأجواء بهجة منذ اللحظات الأولى لدخول الرئيس الفرنسي جامعة القاهرة مبتسمًا متفائلًا متأملًا في التراث العريق، ومرورا بإنصاته الشديد لتجارب طلاب الجامعات الفرنسية في مصر وحديث الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، وحتى خطابه الذي ابتدأه بمزحة وأنهاه بنصائح حماسية. 

دخل ماكرون إلى جامعة القاهرة ليتأمل الديكورات العريقة ويرفع بصره إلى نهاية القبة المرتفعة من الداخل، قبل أن يدخل القاعة برشاقة ليلقي التحية على الحضور ويجلس وسط وزير التعليم العالي وثلاثة طلاب من الجامعات الفرنسية في مصر ليستمع إلى تجربتهم بكل إنصات وتأني واهتمام. 

ألقى ماكرون كلمته التي بدأها بمزحة بسبب عدم تعريف مقدم المؤتمر له في حين أن عرف بقية المتحدثين، تلاها إشادة بالدولة المصرية التي وجدها تجمع الأديان السماوية الثلاث بشكل متحضر، وإعرابه عن فخره بالتعاون مع بلادنا، ثم وجه رسالة لطلاب الجامعات يدعوهم إلى التعلم والتفكير والابتكار والإبداع من أجل الانطلاق نحو مستقبل أفضل، لينهيها بأسلوب حماسي يحثهم فيها على صناعة مستقبل أفضل. 

فور انتهاء خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون والذي لحقه تصفيق حاد من الحضور، أصرّ على النزول في صفوف الجماهير في قاعة تمتلأ بالمئات ليصافحهم ويلتقط الصور معهم بكل حميمية ودفء وسعادة، وتفاعل معه الجميع الذي تهافتوا عليه بكل حب ومودة وترحاب كعادة الشعب المصري المعروف بكرم الضيافة، حتى تحولت القاعة إلى ملحمة من السلام وصنع الذكريات. 

رغبة الرئيس الفرنسي ماكرون في السير وسط تلك الجماهير والالتحام بهم لم تكن لتحدث إذا لم يشعر بالأمان والألفة وسط مجتمع "جاءه غريبًا" لكن كعادة الشعب المصري في الاحتواء والترحاب جعله يتعامل بطلاقة وعفوية بلا رهبة أو خوف وكأنه "تربى وسط الشوارع المصرية ويعرفهم جيدًا". 

زيارة الرئيس ماكرون في جامعة القاهرة أشعرتنا بقيمة وعظمة بلادنا، شعرنا بمدى الحب الذي ينطلق منه تجاهنا بكل سلاسة، رأينا نظرات الإعجاب والانبهار ببلادنا في عينيه، لمسنا في لقائه حالة من الفخر بالشعب المصري، سمعنا منه كلمات الثناء والإشادة بكل ما رآه، أحسسنا بامتنانه لنا على الطمأنينة التي شعر بها بيننا. 

إن ماركون ليس مجرد رئيس لدولة أوروبية فقط بل إنه شاب مثقف، عميق التأمل، واسع الأفق، منصت جيد، خفيف الظل، لديه حس فكاهي، يجمع بين حكمة الرؤساء، وحماس الشباب، دون أي شعور بالتناقض أو التضاد، فلديه من الحكمة ما يجعله ينصت جيدًا، ثم يتحدث بكل رصانة ودبلوماسية، ولديه من الحيوية ما يجعله يمزح ليكسر قوالب الجدية، ويتحدث بكلمات حماسية ليحرك بها الشباب. 

وكما قال ماكرون إنه قضى في مصر ثلاثة أيام لن ينساها، فإنه ترك بصمات لا تنسى في نفوس المصريين، ونحن أيضًا نتمنى المزيد من التعاون بين البلدين.. فلتحيا مصر بشعبها الودود، ولتحيا العلاقات المصرية الفرنسية.