الأزهر للفتوى: قضاء حوائج الناس تُفريج كرب يوم القيامة

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إن الإسلام حثّ على التعاون بين أفراد المجتمع، والسعي لقضاء حوائج الناس، باعتبار ذلك من ركائز التكافل الاجتماعي والتراحم بين البشر.
واستشهد المركز بما رواه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَطْعِمُوا الجَائِعَ، وَعُودُوا المَرِيضَ، وَفُكُّوا العَانِيَ» [رواه البخاري].

قضاء حوائج الناس

وفي سياق متصل، أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية لها أن قضاء حوائج الناس من أعظم الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى، مشيرةً إلى ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [متفق عليه].
وأشارت الفتوى، الصادرة عن فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية – إلى أن من أحب الناس إلى الله هو "أنفعهم للناس"، واستندت إلى حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ؛ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا» [رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهما].
تفريج الكروب من صفات المؤمنين

ولفتت دار الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل تفريج الكروب من صفات المؤمنين، وضرب مثالًا بحديثه مع صفانة بنت حاتم الطائي، عندما مدحت أباها بأنه كان يُكرم الضيف ويفرج عن المكروب، فقال لها النبي: «يَا جَارِيَةُ، هَذِهِ صِفَةُ الْمُؤْمِنِ... خَلُّوا عَنْهَا؛ فَإِنَّ أَبَاهَا كَانَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ، وَاللهُ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ» [رواه الحكيم الترمذي والبيهقي].
وفي ختام البيان، أكدت دار الإفتاء أن السعي في قضاء حوائج الناس ليس فقط عملًا دنيويًا، بل هو عبادة عظيمة تُقرّب العبد من الله وتُفرّج عنه همومه في الدنيا والآخرة.
أدعية لتفريج الكروب والهم

اللهم إني أسألك فرجًا قريبًا، ورحمة واسعة، ونورًا يملأ قلبي، وتيسيرًا لكل عسير، اللهم فرّج هم المهمومين، ونفّس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهم يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، ويا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحم عبادك الذين ضاقت بهم الدنيا بما رحبت، ففرّج همهم، واكشف كربهم، ويسر لهم أمرهم.
اللهم إنك تعلم السر وأخفى، وتعلم ما نزل بعبادك من بلاء ومحنة، فبرحمتك يا أرحم الراحمين، اجعل لهم من كل همٍ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل بلاءٍ عافية.
اللهم إن عبادك في كربٍ لا يكشفه إلا أنت، فاكشف الكرب برحمتك، واجعل لهم من لطفك نصيبًا، ومن رزقك حظًا، ومن عونك مددًا، إنك على كل شيء قدير.
اللهم احمل عنهم ما لا طاقة لهم به، اللهم اجبر خواطرهم جبراً أنت وليّه، فإنك إن جبرت خواطرهم أسعدتهم، وإن أسعدتهم فلا حزن عليهم أبدًا.