"أنت غالٍ علينا".. رسالة الأزهر للمسلم إذا أصابه همٌّ أو بلاء

في لفتة إنسانية تحمل معاني العزاء والسكينة، وجّه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية رسالة روحانية لكل من أثقلته هموم الدنيا أو نزل به بلاء.
وقد استعرض المركز في منشور توعوي عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل، مجموعة من السلوكيات الإيمانية التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم في أوقات الشدة، مستمدًا ذلك من القرآن الكريم وهدي النبي ﷺ، مؤكدًا أن البلاء ليس علامة غضب إلهي، بل قد يكون دلالة محبة ورفعة.
في رسالة روحانية مؤثرة حملت عبارات التثبيت والطمأنينة، نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي منشورًا توعويًا بعنوان: "إذا أصاب المسلم هم أو بلاء.. فأنت غالٍ علينا"، سلط فيه الضوء على كيفية تعامل المسلم مع الشدائد والمصائب، مستعرضًا تسع نقاط جوهرية مستمدة من هدي القرآن الكريم وسنة النبي المصطفى ﷺ، تُرشد المسلم للصبر، وحسن الظن بالله، وتعينه على تجاوز الابتلاء بثبات وإيمان.
مفاتيح المؤمن في زمن الشدة
يتأسى بسير الأنبياء والصالحين
فكل الأنبياء مروا بمحن عظيمة، وكانوا هم القدوة في الصبر والثبات، كما قال تعالى عنهم:
"فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل" [الأحقاف: 35].
يهرع إلى الله بالدعاء
فالدعاء مفتاح الفرج، وهو عبادة عظيمة، وقد قال النبي ﷺ:
"الدعاء هو العبادة" (رواه الترمذي).
يوقن أن الله لا يأتي إلا بالخير
فالمؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن الله لا يبتليه إلا لحكمة، كما في الحديث:
"عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير..." (رواه مسلم).
يعلم أن مع العسر يسرًا
وهذه بشارة قرآنية عظيمة:"فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا" [الشرح: 5-6].
يذكر الله ويسترجع
بقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وهي من أعظم كلمات التسليم لأمر الله، كما قال تعالى:
"الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" [البقرة: 156-157].
يعلم أن الله قادر على دفع البلاء عنه
فهو سبحانه القادر، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم.
يحتسب الأجر في صبره وتسليمه لله
فالمصاب إذا صبر ورضي نال أجرًا عظيمًا، كما في الحديث:
"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب... إلا كفر الله بها من خطاياه" (رواه البخاري ومسلم).
ينظر للحكمة من البلاء ويتعلم منه
فالمحن مدرسة للقلوب، تربي النفس وتطهرها، وتعيد ترتيب الأولويات، وتُعيد المؤمن إلى ربه.
