مفتي الجمهورية: شكر الله عبادة قلبية وطريق للبركة وزيادة النعم

قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الشكر من أعظم العبادات القلبية التي ينبغي أن يتحلَّى بها المسلم في حياته اليومية، مشيرًا إلى أن الشكر لا يكون باللسان فقط، بل يكون بالقلب والعمل.
الشكر أسلوب حياة

وجاء ذلك عبر صفحة دار الإفتاء الرسمية على موقع الفيسبوك، حيث أضاف فضيلته:"كلما شكرت، زادك الله، وكلما رضيت، أعطاك الله أكثر مما تتمنى"، مستشهدًا بقوله تعالى:{لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، وأن جعل الشكر أسلوب حياة يؤدي إلى نزول البركة في كل شيء، مشددًا على أهمية استشعار النعم وردّها إلى المنعم جلّ شأنه، وعدم الانشغال بالمنغصات.
الشكر والإحسان

من جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير، مؤكدة أن شكر الله تعالى هو من الأخلاق الأساسية التي يجب أن يلتزم بها العبد المؤمن. كما أشارت إلى أن شكر النعم يكون بحفظها من المعاصي، كحفظ النظر والسمع واللسان وسائر الجوارح عما لا يرضي الله.
وأشارت الدار إلى أن الشكر من أسباب زيادة النعم، لقوله تعالى:{وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} [النمل: 40]، مبينة أن الله عز وجل هو الغني عن الشكر، ولكن المستفيد الحقيقي من الشكر هو العبد نفسه، إذ يقربه من ربه ويورثه الرضا والسكينة.
كما نبَّهت الدار إلى ضرورة شكر الناس على معروفهم وجهدهم، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم:«لا يشكر الله من لا يشكر الناس» [رواه أبو داود]، مؤكدة أن من شكر الله على نعمه أن يشكر من أسدى إليه معروفًا من الناس.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالإشارة إلى أن الرضا والشكر في جميع الأحوال هو من صفات الصالحين، حتى في المصائب والابتلاءات، وهو ما يتجلى في الحديث الشريف:«إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد» [رواه الترمذي].
كيف نشكر الله تعالى؟

الشكر بالقلب
الاعتراف الداخلي بأن كل نعمة مهما كانت صغيرة جاية من عند ربنا.
دوام الإحساس بالامتنان لله وعدم نسب النعمة لنفسك أو لغيره:
"وما بكم من نعمة فمن الله" [النحل: 53].
الشكر باللسان
الترديد الدائم لكلمات الشكر مثل: "الحمد لله"، "اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك".
كثرة الذكر والدعاء والثناء على الله في السر والعلانية.
التحدث بالنعم مع الاعتراف بفضل الله من غير تفاخر:"وأما بنعمة ربك فحدّث" [الضحى: 11].