رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

داوم على قيام الليل بعد رمضان.. وصية أم المؤمنين وعبادة الأحبة

قيام الليل
قيام الليل

 حثَّ مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف المسلمين على المداومة على عبادة قيام الليل بعد انقضاء شهر رمضان، مؤكدًا أن هذه العبادة الجليلة ليست حكرًا على شهر الصيام، بل هي من أعظم القربات التي تقرّب العبد من مولاه في كل زمان ومكان، وهي سُنة ماضية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتركها حتى في مرضه.

قيام الليل هو دأب الصالحين:

 أكد المجمع، عبر حملته التوعوية، أن قيام الليل هو دأب الصالحين، وشرف المؤمن، ومجلبة للقرب من الله سبحانه وتعالى، وهو عبادة عظيمة تُحيي القلب وتُزكِّي النفس، وتُعلي درجات المؤمنين في الدنيا والآخرة، مشيرًا إلى أن من حافظ عليه في رمضان، فقد ذاق حلاوته، ومن ذاق عرف، ومن عرف لا يتركه.

 واستشهد المجمع بوصية أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت كما جاء في سنن أبي داود: عن عبد الله بن أبي قيس، قال: قالت لي عائشة: لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يذره، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا.

قيام الليل نافلة عظيمة الأجر:

 وأوضح المجمع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على قيام الليل طوال العام، وجعله الله فرضًا عليه في بداية البعثة، قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [سورة المزمل: 2]، ثم خُفف الأمر على الأمة، وبقي قيام الليل نافلة عظيمة الأجر، دلّت نصوص كثيرة على فضلها، قال تعالى:﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79].

 وأضاف المجمع أن قيام الليل ليس له وقت محدد، بل يمتد من بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر، وأفضله ما كان في الثلث الأخير من الليل، حين ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:«يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟» [رواه البخاري ومسلم].

 وشدد المجمع على أن هذه العبادة العظيمة لا تحتاج إلى جهد كبير، بل يمكن للعبد أن يداوم عليها بركعتين فقط في جوف الليل، يصليها بخشوع، ويقرأ فيها ما تيسّر من القرآن، ويُكثر من الدعاء والاستغفار، فالله يحب أن يسمع صوت عبده في جوف الليل، حين يسجد له ويناجيه.

 وختم المجمع دعوته بالتأكيد على أن من علامات قبول الطاعة في رمضان أن يواصل العبد العبادة بعدها، ومن أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه العبد وإن قلّ، كما في الحديث: «أحبُّ الأعمال إلى الله أدومُها وإن قلَّ». [رواه مسلم].