حكم إعادة الصلاة جماعة في البيت بعد أدائها في المسجد

يثير بعض المصلين تساؤلات حول إمكان إعادة الصلاة جماعة في المنزل بعد أدائها في المسجد، خصوصًا لمن يرغب في إمامة أهل بيته من النساء أو غيرهن.
وللإجابة عن هذا السؤال، استعرض الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، رأي أهل العلم في هذا الأمر.
إعادة الصلاة جماعة.. هل هي جائزة؟
أكد الدكتور مختار مرزوق أن إعادة الصلاة بعد أدائها جماعة في المسجد لا حرج فيها شرعًا، وفقًا لآراء عدد كبير من الفقهاء.
فقد جاء في فتاوى أهل العلم أن المسلم إذا صلى في المسجد ثم عاد إلى بيته وأراد أن يؤم أهله في الصلاة مرة أخرى، فإن ذلك جائز، بل هو من الأمور المستحبة التي حث عليها بعض الفقهاء.
أدلة من السنة النبوية:
استند العلماء في إباحة إعادة الصلاة جماعة إلى حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – في الصحيحين، حيث قال:
"إن معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله ﷺ ثم يرجع فيصلي بقومه تلك الصلاة".
يوضح هذا الحديث أن معاذًا – رضي الله عنه – كان يؤدي الصلاة مع النبي ﷺ في المسجد، ثم يعود ليصلي بنفس الصلاة مرة أخرى مع أهل قريته، وهو ما يدل على جواز إعادة الصلاة للإمامة، خصوصًا إذا كان هناك من يحتاج إلى من يؤمّه في الصلاة.
آراء الفقهاء في المسألة:
شار الدكتور مختار مرزوق إلى أن هذا الرأي تبنّاه عدد من كبار الفقهاء، ومنهم:
- الإمام الشافعي
- سفيان الثوري
- الإمام الأوزاعي
- ابن المنذر وغيرهم من علماء الأمة.
ويرى هؤلاء الفقهاء أن إعادة الصلاة بقصد الإمامة لمن لم يصلّ بعد، سواء كانوا من النساء أو غيرهم، أمر لا حرج فيه، بل فيه أجر مضاعف للمصلي، حيث يحصل على ثواب الجماعة في المسجد، وثواب إمامة أهل بيته وإعانتهم على الصلاة.
مراعاة النية في إعادة الصلاة:
نبه الدكتور مرزوق إلى أن من أعاد الصلاة في بيته بعد أدائها في المسجد يجب عليه أن يراعي النية، حيث يكون حكمه في هذه الحالة نافلة أو تطوعًا، بينما تكون الصلاة بالنسبة لمن يصليها لأول مرة فرضًا. وهذا من رحمة الله وتيسيره على عباده في أداء العبادات.
خلص الدكتور مختار مرزوق إلى أن إعادة الصلاة جماعة بعد أدائها في المسجد جائزة، ويؤيد ذلك فعل الصحابي معاذ بن جبل – رضي الله عنه – مع قومه. كما أفتى بجوازها عدد من كبار الفقهاء، فلا مانع من أن يصلي الرجل الفريضة في المسجد ثم يعود إلى بيته ليصليها جماعة مع أهل بيته الذين لم يصلوها بعد.