كلام فى الهوا
كثيراً ما نتذكر حواديت زمان التى كانت تُحكى على ألسن الأمهات لأطفالهم وهم يستعدون للنوم، وكانت تأتى فى حكايات سردية قصيرة الغرض منها ترسيخ المفاهيم الصحيحة لدى الأطفال، وكانت فى كثير منها تُحكى على لسان الحيوان كوسيلة للتقريب لا أكثر، وإننا فى حاجة إلى مراجعة هذه الحواديت لنتذكر ما فيها من حكم ومواعظ تُساعدنا على ما نحن فيه، فمن هذه الحكايات حكاية «الأسد والفأر» التى تبدأ أن أسداً التقط فأراً صغيراً، وعندما شاهد الأسد الخوف والرُعب فى عيون الفأر، أراد أن يُثبت لنفسه قوته، وقام بإطلاق سراح الفأر، فوعده الفأر بأنه سوف يرُد له فى يوم ما فعله ويرُد له حياته، الأمر الذى أضحك الأسد مُتشككاً فى كلام الفأر الضعيف، واندهش كيف يستطيع هذا الفأر أن يرُد له حياته وهو ملك الغابة وتخاف منه كل الحيوانات، إلا أن القدر سُرعان ما أثبت للأسد صدق وعد الفأر وقدرته على رد حياته، إذ وقع الأسد فى شبكة صياد ولم يتمكن زئيره القوى أو عضلاته أن تُحرره من شبكة الصياد، وعندما سمع الفأر صراخ الأسد ذهب إليه وقام بقضم حبال الشبكة بأسنانه الحادة حتى استطاع أن يُحرر الأسد منها، وهنا أدرك الأسد المذهول قدرة الفأر وأنه يمكن أن يكون لأصغر الكائنات تأثير فى الحياة، لتُنهى الأم حكايتها بسؤالها الجميل مُعلنة نهاية الحدوتة «حلوة ولا ملتوتة» بالطبع هذا الحكاية انتهت ولكن سوف يكون بيننا حكايات أخرى تُذكرنا بما يجب أن نكون عليه.