رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

«يا خبر»

قدمت مصر التى تلعت دوراً مهماً كوسيط بين إسرائيل وحماس مقترحا جديدا فى محاولة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار وإعادته إلى مساره, ووضعت إطاراً زمنياً من شهر إلى شهر ونصف للإفراج عن كل الأسرى والجثامين, فى المقابل وضعت أيضا جدولا زمنيا للخروج الكامل لإسرائيل من قطاع غزة وإنهاء هذه الحرب, بدا أن واشنطن قبلت مبدئيا المقترح الذى لاقى أيضا قبولا من حماس ووفق مسؤول فى حماس ردت الحركة بإيجابية على المقترح، كانت حماس قد سبق ورفضت مقترحاً أمريكياً قدمه المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف أيده الجانب الإسرائيلى لتعديل الاتفاق بهدف إطلاق سراح المزيد من الأسرى قبل بدء المحادثات حول وقف إطلاق النار الدائم، والتى كان من المفترض أن تبدأ فى أوائل فبراير الماضى.. إذ أعلنت وقتها أنها ستفرج فقط عن الـ59 أسيراً المتبقين، والذين يعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة، مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين ووقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلى من قطاع غزة.
وفقا للمقترح المصرى ستفرج حماس عن 5 أسرى أحياء، أسبوعيا سيكون من ضمن الخمسة الأولى المواطن الأمريكى الإسرائيلى عيدان ألكسندر، وفى المقابل ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار لمدة أسبوع، وبداية من الأسبوع الثانى يتم الاتفاق على تنفيذ المرحلة الثانية وبدء انسحاب إسرائيل من قطاع غزة تمهيدا لإنهاء هذه الحرب. 
إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل لحين تسليم جميع الرهائن, ولم ترد على المقترح المصرى أو بالأحرى بدت متعمدة كأنها لم تسمع عنه ووفقا لمسئول إسرائيلى، تحدث يوم الاثنين، لصحيفة تايمز أوف إسرائيل قال إن بلاده لم تتلق أى مقترح جديد للإفراج عن الرهائن المحتجزين فى قطاع غزة!!، وأضاف أن إسرائيل لا تزال تحاول إقناع حماس بقبول «مقترح ويتكوف» وأكد المسئول أنه إذا لم توافق على شروط إسرائيل، «فسنواصل زيادة الضغط حتى تنهار حماس», وبين أنه فى حال لم يتحقق ذلك، فإن إسرائيل «ستشرع فى حملة برية واسعة النطاق» فى غزة.
لا أتصور أن بنيامين نتنياهو سيرد على المقترح المصرى قبل أن ينتهى من التصويت فى الكنيست على الميزانية العامة لعام 2025 والمقرر قبل 31 مارس الجارى، فهو يحتاج إلى كتلة اليمين المتطرف لاسيما كتلة وزير الأمن القومى المتطرف العائد للحكومة إيتمار بنجفير ليمرر الميزانية وإلا ستسقط الحكومة وسيعلن عن إجراء انتخابات مبكرة فى إسرائيل وحتى يتجنب نتنياهو هذا المصير فهو يرتمى فى أحضان اليمين المتطرف وينفذ أجندته بحذافيرها ولو حتى حين, واليمين المتطرف كما نعلم لا يريد لهذه الحرب أن تنتهى أو بالأحرى لا يريد أى خطوة من شأنها الحديث عن دولة فلسطينية مستقبلية, فقد صرح وزير المالية الإسرائيلى المتطرف بتسلئيل سيموترتش علناً بأن الفلسطينيين لديهم ثلاثة خيارات، العيش فى إسرائيل من دون حقوق سياسية، أو المغادرة، أو مواجهة نفس المصير الدموى الذى واجهه الفلسطينيون فى غزة مؤخرا، وتعبر هذه التصريحات عن مخطط إسرائيلى واضح يستهدف استئصال الهوية الفلسطينية من الضفة الغربية وغزة.
خلال الأسابيع القليلة الماضية ردد نتنياهو أكثر من مرة أن «إسرائيل تغير الشرق الأوسط», ومن الحكمة أن لا نأخذ هذا التعبير على نطاق ضيق, فنتنياهو يتحدث هنا عن المنطقة بأكملها، حتى وإن كان هدفه الأقرب يخص ويستهدف الفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربية. 
لكل هذا، نقول أن نتنياهو لا تعنيه الرهائن الإسرائيليون لدى حماس وكل ما يقوم به ليس لإعادة الرهائن كما يزعم ولكن للقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية فى غزة والضفة الغربية, وتُعد المحاولات الإسرائيلية الأخيرة لتهجير الفلسطينيين خارج غزة بمثابة مسعى مبرمج ومؤسسى لتفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين. 
فى حين يردد الرئيس الأمريكى ترامب كل مرة أنه يريد السلام ويريد إنهاء هذه الحرب فهو يتجاهل حقيقة واضحة أن نتنياهو هو الذى يعرقل السلام ويرفض إنهاء الحرب وفى نفس الوقت يتحدث الرئيس ترامب أنه سيفكر فى الاعتراف بضم إسرائيل للضفة الغربية فى غضون أسابيع, وهناك على أرض الواقع أدلة واضحة لا تقبل الجدل على وجود جهد متعمد ومنسق لقتل فكرة إقامة دولة فلسطينية، من خلال تهجير الفلسطينيين بالقوة، وضم أراضيهم بالضفة وقطاع غزة إلى إسرائيل من خلال محو أى مقومات للدولة الفلسطينية.
لو أراد الرئيس الأمريكى إنهاء هذه الحرب, فهو قادر على الضغط على نتنياهو أو التخلى عنه وتركه لمصيره وقضاياه الداخلية التى تلاحقه, ولو أراد ترامب إنهاء هذه الحرب فعليه أن يعدل عن أفكاره المتعلقة بتهجير الفلسطينيين لاسيما وقد ثبت فشلها وعدم منطقيتها ورفضها دوليا, آن الأوان أن تكف واشنطن عن الحديث عن السلام وفى نفس الوقت تدعم من يعوقه.