لازم أتكلم
رغم كل المتغيرات المحلية والدولية التى مرت بمصر والمنطقة والعالم، يبدو أن حكام البيت الأبيض الأمريكى لم يستوعبوا الدرس بعد، ولم يدركوا أن المصريين، فهموا لعبة يناير 2011، وأنهم ليسوا بهذه السذاجة لأن يقبلوا فكرة ترامب وخطة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء مقابل حل أزمتنا الاقتصادية.
وعبثاً يحاول «ستيف ويتكوف» مبعوث ترامب فى الشرق الاوسط، تسويق الفكرة من جديد بأسلوب مفضوح، زاعما أن مصر تعانى من بطالة رهيبة وصلت إلى 45%، وأنها على وشك الإفلاس والانهيار الاقتصادى، وإنها دون المساعدات والإعانات الأمريكية، لن تصمد، وقد تسقط الدولة إذا ما حدث فيها أمر مؤسف، على حد تعبيره. وتناسى ويتكوف الجاهل بثوابت مصر أن شبابها أصبح أكثر وعياً، لن يستجيب أبدا تجاه هذه الحملة المسعورة والممنهجة ضد مصر وقائدها؛ لتمرير الصفقة التى كان من المقرر تنفيذها فى عهد الإخوان.
إن مصر يا جاهل لن تبيع سيادتها مقابل مساعدات ولا إعانات، ولن تغير أو تبدل موقفها الثابت تجاه الشعب الفلسطينى لتحل أزمتها الاقتصادية، التى هى فى الأساس نتيجة أزمات اقتصادية عالمية صنعتها الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب الإبادة التى شنتها إسرائيل على أهل فلسطين، ثم الانخفاض الحاد والرهيب فى إيرادات قتاة السويس؛ جراء الصواريخ المتبادلة بين أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وبين الحوثيين فوق البحر الأحمر، بهدف تكبيد مصر المزيد من الخسائر ومليارات الدولارات.
يا أيها الويتكوف.. مصر ليست دولة هشة مثل سوريا أو غيرها، فهى دول قوية بجيشها وشرطتها وقائدها الذى وقف كالشوكة فى حلق رئيسك وأعوانه فى أوروبا وتل أبيب، وشعبها ليس بهذه السذاجة لأن يتقبل رائحتك الخبيثة وسموم دولتك وخداع رئيسك المجنون.
إن ما تعرضه يا عميل الصهاينة ليس بجديد وقد سبق وأن طرحه وزير خارجية بايدن، عندما تحدث عما أسماه حوافز اقتصادية بالمليارات وقد رفضه الرئيس السيسى شكلاً ومضموناً كما رفضه كل المصريين.
أيها المفلس سياسياً، العب غيرها، «اصحى وفوق» شباب مصر أكبر من ينجرف نحو سمومك ومحاولات الصيد فى الماء العكر، ولن يسمح أبدا بالعودة إلى مخططكم الفاشل، ولن يبيع أمن بلاده القومى بكلام يستهدف مقدراته ومكتسباته، ولن يسمح بهدم الإنجازات التى تحققت، وجعلتك ورئيسك تحقد على مصر وشعبها وتزعم أنها ستسقط إذا ما انقطعت عنها المساعدات من المنظمات الاقتصادية العالمية ومؤسسات التمويل الدولية.
أيها المشتاق لتركيع مصر، العب غيرها، فمن أنت حتى تكون وصياً على المصريين؟ ننصحك بالعودة خلف در، ولا تقترب من مصر وقائدها وشعبها ولا من موقفنا الثابت من القضية الفلسطينية؛ لأننا جميعاً نرفع شعار.. «لا للتهجير فى سيناء ولا للتفريط فى شبر من أرض الوطن ولا لخدمة الصهيوأمريكية على حساب الشعب الفلسطينى»، نحن جميعا نعلم أنكم تتحدثون بلسان مجرم الحرب نتنياهو واليمين الإسرائيلى المتطرف المرعوب من جيش مصر وتقدمها عسكرياً واستقرارها أمنياً.
أيها الغارق فى الهذيان، إن مصر أكبر وأقوى من تحذيراتك وتهديدات رئيسك الحالم بجعل غزة من ممتلكاته، وأعلم أنك وولى نعمتك وأنتيمه «نتنياهو» ستخسرون القضية، عندما ترون مصر متقدمة، لا يتوقف فيها قطار الإنجازات والمشاريع العملاقة، رغم كل ما تحاولون تسويقه عن انهيارها، متناسين أنها كالجبل، وكم من أزمات مرت بها وعاشتها وخرجت منها بتماسك الشعب والتفافه حول الرئيس، ولن تخضع أبداً لأى ابتزاز أو استغلال.