رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مراجعات

مهمة الفن ـ كما يراها كثيرون ـ هي أن يكون مرآةً لمجتمعه، لتقديم صورة متطابقة مع الواقع، كتطابق الصورة الفوتوغرافية مع صاحبها، لكنه برأينا يظل في النهاية وجهة نظر، لإغناء المشاهد فكريًا وإشباعه جماليًا.

عندما نؤكد دائمًا على ضرورة حرية الإبداع، فإننا مع كل فنٍّ راقٍ، يحترم المتلقي، وينقل رصدًا حقيقيًّا للمجتمع، وتسليط الضوء على السلبيات والأزمات، حتى نصل إلى غاية مهمة، وهي ألا يكون الفن الهادف في هذا الزمن مجرد صدفة غير قابلة للتكرار!

الآن، نحن على أعتاب وداع شهر رمضان الفضيل، الذي كانت خريطته الدرامية والبرامجية، تحمل تشابهًا كبيرًا فيما بينها، سواء على مستوى الأفكار السطحية، أو التكرار لأعمال سابقة، لنجد أعمالًا نمطية محدودة، لا ترقى إلى مستوى وقت المشاهدة، بل إن كثيرًا منها سقط من الذاكرة قبل نهاية العرض.

اللافت في «رمضان 2025»، هو أن الحكومة بكل وزاراتها ومؤسساتها وهيئاتها، تركت كل الأزمات التي يعاني منها المواطنون، لتُشَمِّر عن ساعديها وتتحرك فور «توجيهات الرئيس»، بتشكيل مجموعة عمل تُعنى بوضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما، رغم أن المحتوى الرمضاني «الدرامي والبرامجي»، هاتك لقيم المجتمع منذ سنوات!

في أيام قليلة، تم الإعلان عن مؤتمر عام لـ«الوطنية للإعلام»، وإنشاء لجنة متخصصة بمجلس الوزراء، ثم إعادة هيكلة إدارة ملف الدراما، وكذلك نشاط مكثف لوزارة «الثقافة».. وأخواتها، وكلها تحركات عاجلة لم تكن لتتحقق إلا نتيجة الاعتراف بالفشل الذريع، والحاصل أننا نتوقع رصدًا لعشرات المليارات على الدراما والإعلام، التي لو تم إنفاقها على الصحة والتعليم لكان أجدى وأنفع!

ربما أكثر ما لفت الانتباه في الشهر الفضيل، هو برنامج «قطايف» للفنان سامح حسين، الذي تم الاحتفاء به بشكل غير مسبوق.. ورغم أننا من أشد المتحمسين له، إلا أن المبالغة والإفراط في تكريمه، كان شيئًا مبالغًا فيه، وكأن تقديم محتوى راقٍ وجيد أمر نادر الحدوث!

وهنا نود أن نشير إلى «قطايف» أستاذنا الراحل جمال بدوي، رئيس تحرير الوفد الأسبق، التي كان يقدمها في برنامج تلفزيوني خلال رمضان، ثم تحولت إلى كتاب يحمل الاسم نفسه، ليتجول بين السياسة والأدب والتاريخ والمذاهب والشخصيات بشكل رائع وأسلوب راقٍ.

إذن، ستظل الذاكرة حاضرة بالعديد من الروائع الفنية والأدبية التي تم تقديمها منذ عقود، لأن ذلك التناول الراقي فجَّر الإبداع، وأبرز شعاعًا من الأمل في النفوس، وقدَّم أسماءً فنية خالدة في الذاكرة.. لكن بعضًا مما تم تقديمه هذا العام والأعوام التي سبقته، كان عبارة عن نوعية رديئة وهابطة، وإسفاف «يخدش» عقول المشاهدين.

أخيرًا.. يمكننا أن نتفهم «الدوافع» التجارية، أو نزعات الربح، والشُّهْرة أو «التريند» عند كثير من «المجاهرين بالفن»، لكننا لا نستطيع فهم الإصرار على الإسفاف المبتذَل، وخدش حياء منظومة القِيَم المحافِظة للأُسَر، وتقديم محتوى هابط، غير صالح للاستخدام الإنساني.

فصل الخطاب:

يقول السياسي الأمريكي «هيودج وايت»: «الأخطاء هي دروس في الحكمة، فلا يمكن أن تغير الماضي، ومازال المستقبل تحت سيطرتك».

[email protected]