شاطئ حنكوراب..مالديف مصر يلامس التطوير

منذ سنوات، تعمل وزارة السياحة والآثار على إعادة تأهيل وتعظيم الأماكن السياحية والأثرية والاستفادة منها لأقصى درجة مادية، كما حدث في تطوير منطقة الأهرامات الأثرية، والمتحف المصري الكبير، ومتحف الحضارة، ومتحف التحرير، ومنطقة القلعة، وغيرها من المواقع الأثرية، وذلك بهدف إعادة استغلالها وجلب الموارد المالية التي تُمكّن من تطوير وترميم هذه الأماكن.
كما تتوجه وزارة السياحة إلى إعادة استغلال المناطق السياحية والمحميات البيئية، والتي لا تقل أهمية عن حماية المحميات الطبيعية والاستفادة منها في السياحة البيئية والشاطئية. ومن بين هذه المناطق، شاطئ حنكوراب، الذي يقع داخل محمية وادي الجمال بمرسى علم في البحر الأحمر. تُعدّ هذه المنطقة واحدة من أهم وأجمل المحميات البيئية والطبيعية، لما تحتويه من شعاب مرجانية نادرة، وأماكن تكاثر السلاحف البحرية، وهي منطقة معروفة باسم "جزر المالديف المصرية".
وتحتاج هذه المنطقة السياحية الشاطئية الفريدة إلى تطوير يراعي الحفاظ على طبيعتها كمحمية طبيعية، مع توفير الخدمات السياحية التي تليق بها، مثل الحمامات العامة، وأماكن الاستراحة، وإقامة فندق سياحي بيئي لا يضر بالنظام البيئي للمحمية. يقترب هذا المشروع من التنفيذ، مما سيسهم في تحسين التجربة السياحية، وتوفير بيئة مناسبة لاستقبال السياح، مع الحفاظ على الشعاب المرجانية وأماكن تكاثر السلاحف، وحمايتها من الانقراض.
إن تطوير شاطئ حنكوراب ضرورة ملحّة، بحيث يُقدَّم للسائح تجربة سياحية متميزة، تعكس جمال وعظمة المكان، وتجذب المزيد من الزوار، مع الحفاظ على البيئة الطبيعية لوادي الجمال.


وتُولي وزارة السياحة والآثار في مصر أهمية كبيرة لإعادة تأهيل وتعظيم الاستفادة من الأماكن السياحية والأثرية، باعتبارها جزءًا أساسيًا من التراث الحضاري والثقافي للبلاد، فضلاً عن كونها محركًا رئيسيًا للاقتصاد القومي. وتعمل الوزارة على تحقيق هذا الهدف من خلال استراتيجيات شاملة تهدف إلى تطوير المواقع الأثرية، تحسين تجربة الزائرين، وتعزيز الوعي العالمي بقيمة هذا التراث العريق.
أولاً، تسعى الوزارة إلى ترميم وصيانة المواقع الأثرية للحفاظ على سلامتها واستدامتها. على سبيل المثال، تم تنفيذ مشروعات ترميم كبرى في مناطق مثل الأهرامات بجيزة، ومعابد الكرنك والأقصر، ووادي الملوك، حيث تُستخدم أحدث التقنيات العلمية لضمان الحفاظ على الأصالة التاريخية مع تحسين البنية التحتية المحيطة بها. هذه الجهود لا تقتصر على الترميم فحسب، بل تشمل أيضًا توفير مرافق حديثة مثل مراكز الزوار، والإضاءة الليلية، واللوحات الإرشادية متعددة اللغات.
ثانيًا، تعمل الوزارة على تعظيم الاستفادة السياحية من خلال تطوير الخدمات المقدمة في هذه المواقع. فقد تم التركيز على تحسين وسائل النقل، وتدريب المرشدين السياحيين، وتوفير تجارب تفاعلية مثل العروض الصوتية والضوئية التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. كما أُطلقت حملات ترويجية عالمية لإبراز جمال هذه المواقع، مثل الحملات الخاصة بالاكتشافات الأثرية الجديدة كموكب المومياوات الملكية ونقل الآثار إلى المتحف المصري الكبير.
ثالثًا، تساهم الوزارة في تعزيز السياحة المستدامة من خلال الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية. هذه الشراكات تُمكن من تمويل مشروعات التطوير، مثل إعادة تأهيل القرى التراثية كالفسطاط أو تطوير منطقة آثار المنيا، مع ضمان مشاركة المجتمعات المحلية لتوفير فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة.