رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

إطلالة

الدراما المصرية تعتبر جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للمصريين، فهي وسيلة أساسية للتسلية والترفيه، كما أنها تلعب دوراً مهماً في تشكيل الوعي الثقافي والتاريخي للمجتمع. ولكن في السنوات الأخيرة، تدهورت بعض الأعمال الدرامية من حيث المضمون والشكل، حيث أظهرت مشاهد عنف وفساد، وتدهور في القيم الأخلاقية.
في الحقيقة أن هناك تطوراً ملحوظاً في عدد الإنتاجات والمسلسلات التلفزيونية، ولكن هذه الزيادة في الكم لم تتواز مع الجودة على الصعيدين الفني والاجتماعي. فبينما تعكس بعض الأعمال الدرامية جوانب من الواقع المصري، نجد أن بعضها يساهم في تشكيل صورة سلبية عن المجتمع، مما ينعكس سلباً على القيم الأخلاقية والسلوك الاجتماعي. ومن المعروف أن الدراما تؤثر بشكل مباشر على العقل الباطن للمشاهد، إذ تساهم في تشكيل مفاهيمه وسلوكياته. لذا لا يمكن تجاهل تأثير الأعمال الدرامية على المجتمع.
من المؤسف أن أبناءنا يتعرضون لسلوكيات غير مرغوب فيها من خلال مشاهدة بعض المسلسلات التي لا ترتقي بالمشاهد ولا تحترم قيم وأخلاقيات المجتمع . يتلفظ  الفنانون بألفاظ خارجة يسمعها الأطفال والمراهقون ويقومون بتكراراها دون فهم معناها ، مما ينعكس على تربية الأبناء ، لأن عقولهم تتشبع بهذه السلوكيات السلبية وللأسف أن الطفل كالسفنجة يمتص كل ما يتعرض إليه و يخزنه ويتشبع به والنتيجة ما نشاهده الأن من أطفال ومراهقين يرددون ألفاظا قبيحة لا تتناسب مع البيئة التي يعيشون فيها . فمن المؤسف أن نري طلبة في مدارس لغات ومع ذلك يرددون أبشع الألفاظ. وهذا جانب واحد فقط من المشكلة ، لأن هناك جوانب أخري عديدة سوف نتحدث عنها بالتفصيل لاحقاً.
لفت إنتباهي أن عقب مشاهدة ابنتي الصغيرة نفرتاري التي لا تتعدى عشر سنوات لأحد المشاهد في مسلسل "سيد الناس" ، فوجئت بها في اليوم التالي تكرر المشهد وهي تمزح معي وتضع يداها علي رقبتي قائلة لوالدها "هسألك ثلاث أسئلة ولو كذبت أو تأخرت في الرد سأذبحها" ، فعلي الرغم من أن الموقف كله كان في إطار الهزار إلا أنه استوقفني أن المشهد رسخ في ذهنها مما يجعلنا نقف وندق أجراس الخطر ، لأنه مؤشر مخيف.
نحن لسنا ضد الفكر والإبداع والحرية ولكن مقابل الحرية المسؤولة ، فالحرية المطلقة التي تفرز الفساد للمجتمع بأكلمه وتصدر للعالم مظاهر سلبية عن الشعب المصري والبلاد لا تسمي  حرية وإنما هي كارثة تقع علي رؤوس المجتمع بالكامل صغيراً كان أو كبيراً وفوق كل ذلك تقع علي مصر التي هي الأن في أشد الحاجة لأن نبرز قيامها وقوتها وقوة شعبها.
وللحديث بقية