رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

روضات‭ ‬الجنات‭ ‬

التهجد‭ ‬

عادل المراغى
عادل المراغى

التهجد كل صلاة جاءت بعد نوم وهى أشق صلاة على النفس وأعظمها للأجر وأعظمها لأصلاح القلب وتهذيب النفس. 
وقد جاء فى حديث ابن مسعود رضى الله عنه: أن ربنا عز وجل عجب من رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحبه إلى صلاته فيقول ربنا: ∩أيا ملائكتى، انظروا إلى عبدى ثار من فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغب فيما عندى وشفق مما عندى∪ (رواه أحمد وصححه ابن حبان). وفى رواية للطبرانى: ∩فيقول الله عز وجل لملائكته: ما حمل عبدى هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك وشفق مما عندك، فيقول: فإنى قد أعطيته ما رجا وأمنته مما خاف∪ جاء مرفوعاً وموقوفاً، قال الدارقطنى: والموقوف أصح. أرأيتم يا عباد الله لو أن ملكاً من ملوك الدنيا ضرب موعداً لأحد الناس فى جوف الليل الآخر ليقابله وحده، ويسمع شكايته، ويقضى حاجته، بل يكون لقاؤه به سبب قربه منه، ومحبته له، أتراه يهنأ بنوم تلك الليلة؟ كلا، بل لا ينام، وإن نام فنوم متيقظ لا يكاد يخفق رأسه إلا فزع يخشى فوات موعده، فما ظنكم بمن سيناجى رب العالمين، وملك الملوك، ومن خزائن الدنيا والآخرة بيده، ومن يقضى كل الحاجات، لا يعجزه شىء، ولا يستعظم عطاءً أعطاه، يناجيه لينال قربه ومحبته، ويسأله حاجته، ما ظنكم به!! وكم أغدق ربنا جل فى علاه على الخلق منذ خلقهم؟ وكم أعطاهم وهم يعصونه؟ وما أمسك عنهم رزقه، ولا أغلق دونهم خزائنه، بل يعطى ويعطى ويعطى ∩ما عندكم ينفد وما عند الله باقٍ∪ ∩النحل:96∪ ∩إن هذا لرزقنا ما له من نفاد∪ ∩ص:54∪. فهنيئاً لمؤمن يتوضأ فى جوف الليل والناس نيام، فيخلو بربه يناجيه، يتلو كتابه، ويسأل حاجته، ويلح عليه فى سؤاله، فو الله ما خسر ولا خاب، ولا يرده الكريم الوهاب، وفى الليل ساعة إجابة قد يوافقها فينال حظه منها، فما أوفر حظه! وما أسعده! روى جابر رضى الله عنه فقال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: ∩إن فى الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة∪ (رواه مسلم). 
لله قوم أخلصوا فى حبه 
فأحبهم واختارهم خداماً
قوم إذا جن الظلام عليهم 
قاموا هنالك سجداً وقياماً
يتلذذون بذكره فى ليلهم 
ونهارهم لا يبرحون صياماً
فأين من وقفوا على أبواب الملوك والأغنياء، ينتظرون ساعات تلو ساعات، لحاجات يسألونهم قضاءها، أو لقليل من الدنيا يرجونه، ربما أدركوه وربما فاتهم. أين هم من أبواب الكريم الوهاب، وقيام الليل باب من أبوابه، وجوف الليل الآخر من أوسع أبوابه، وهذه الليالى الفاضلة هى أوسع الليالى لرحمته ومغفرته وعطائه، وفى ليلة القدر تكتب الآجال والأرزاق والمقادير، فليكونوا فيها حيث أمرهم الله تعالى فى مساجدهم وخلواتهم، وليسألوا ربهم حاجاتهم، فإنهم لا يخيبون كما يخيبون عند أبواب أهل الدنيا، روت أم سلمة رضى الله عنها فقالت: (استيقظ النبى صلى الله عليه وسلم من الليل وهو يقول: ∩لا إله إلا الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة؟ ماذا أنزل من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحجرات؟ كم من كاسية فى الدنيا عارية يوم القيامة∪ (رواه البخارى). 
ولقد وصف عبدالله بن المبارك أصحاب النبى صلى الله فقال:
إذا ما الليل أظلم كابدوه
فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا
وأهل الأمن فى الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم سجود
أنين منه تنفرج الضلوع
وخرس بالنهار لطول صمت
عليهم من سكينتهم خشوع