رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

دوحة‭ ‬المقاصد

الدعوة إلى الله تعالى رسالة الرسل والأنبياء ومن خصهم الله بحمل مواريث النبوة من أهل العلم الأتقياء، وهى من أشرف الأعمال وأحسن الأقول، قال تعالى: ∩ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إننى من المسلمين∪ ∩فصلت:33∪، ونظراً لانتشار دعاة الزور الذين يتصدرون للدعوة إلى الله بغير علم، وبلاغهم عن الله لا يتسم بالحلم، كلامهم صراخ، وخطابهم وعيد، ومسلكهم إفراط وتفريط، وجب أن نبين مقاصد الدعوة إلى الله تعالى لتكون غاية كل إمام وواعظ وفقيه وعالم، وبلا شك فإن مقصد الدعوة الأهم: هو أن ندل الخلق على الخالق، وأن ندخل الناس بالحكمة والموعظة الحسنة فى زمرة توحيد الله وعبادته، كما أن الكليات الكبرى للإسلام وشريعته الغراء هى ما تدور فى فلكها الدعوة إلى الله تعالى من حفظ للنفس والنسل والعرض والعقل والمال، وإذا كانت تلك كبرى مقاصد الدعوة فإن هناك مقاصد أخرى منها:
1− مقصد البلاغ: فالدعاة رسالتهم البلاغ عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ∩بلغوا عنى ولو آى∪ ∩رواه البخارى∪، والبلاغ يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالعرض وليس الفرض، والبيان وليس الإلزام، ومقصد البلاغ مكمنه قيام الدعاة بإقامة الحجة على الناس، يقول تعالى: ∩رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً∪ ∩النساء:165∪. 
2− مقصد البيان: فإذا كان البلاغ معناه إبلاغ الرسالة إلى الناس فإن البيان معناه الإيضاح والشرح، وهنا يكون البيان بما صح من أقوال، وما تقبلته الأمة عبر عصورها بالقبول، بعيداً عن التشهى والشذوذ، والغلو والتطرف، وتحميل النص ما لا يحتمل، نتيجة الجهل بعلوم الوسائل من علم الأصول والنحو والصرف والبيان والبديع والمعانى والمنطق والكلام. 
3− الهداية: يقصد بمقصد الهداية هنا ∩هداية البيان∪ وليس ∩هداية التوفيق∪، ومن هنا يزال التضاد المزعوم بين قوله تعالى: ∩ليس عليك هداهم ولـكن الله يهدى من يشاء∪ ∩البقرة:272∪ وقول النبى صلى الله عليه وسلم: ∩فوالله لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً، خير لك من أن يكون لك حمر النعم∪ ∩رواه البخارى∪، فالآية تتحدث عن هداية التوفيق والحديث عن هداية البيان، فيجب أن يجتهد الدعاة فى هداية الناس إلى طريق الله تعالى، أما هداية التوفيق التى تقتضى السير فى هذا الطريق حتى نهايته فهذا من الله وحده. 
4− مقصد الإحسان: يجب أن تتسم الدعوة بالإحسان، لأنها مفتاح القبول، ولذلك قيل للدعاة: افتح قلوب الناس بإحسانك يفتحون عقولهم لبيانك، كما أن الإحسان مع السماحة والتواضع والبر هى الترجمة العملية للإسلام. 
5− مقصد الإنسانية: دعوة الإسلام دعوة للإنسان، مطلق الإنسان، فهو دين منقذ للإنسانية، ولذلك لزم أن يكون خطاب البلاغ عنه يبرز المنهج الإنسانى الرفيع للإسلام الذى يرفض التعصب والتفرقة العنصرية واستعباد الإنسان لأخيه الإنسان، ويتشوف للحرية، ويدعو للعدالة والمساواة والرحمة والتعايش والمواطنة، حتى قيل: ∩من لا يحسن أن يكون إنساناً لا يحسن أن يكون مسلماً∪. 
ويضاف إلى كل ذلك مقاصد أخرى للدعوة منها: 
إيقاظ الوعى، ونشر ثقافة الأمل، ومحارفة ثقافة الخرافة ونشر الثقافة العلمية، ومحاربة ثنائية صناعة الجهل وجهل الصناعة، والدعوة للوحدة والاتحاد، والبعد عن التفرق والتشرذم، وقبول التنوع والاختلاف، والتأكيد على مكارم الأخلاق، والسعى فى الأرض بالبناء والعمران.