رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مسلسل "لام شمسية".. عمل جريء يقترب من مناطق شائكة بنبرة هادئة

بوابة الوفد الإلكترونية

 وسط زخم الأعمال الدرامية المليئة بالصخب، اختار صُناع مسلسل "لام شمسية" الاقتراب من زوايا مظلمة وقضايا حساسة، مثل التحرش والصدمات النفسية الناتجة عن علاقات غير سوية. يلخص النشيد الذي يردده الطفل يوسف مضمون المسلسل بذكاء، حيث يرمز "اللام الشمسية" إلى الأسرار والذنوب المخفية، فنحن نراها مكتوبةً لكن لا ننطق بها، تمامًا كما يحدث مع ضحايا التحرش الذين لا يستطيعون البوح بمعاناتهم.


 منذ الحلقات الأولى، يتضح ذكاء المخرج كريم الشناوي في اختيار الممثلين، حيث قدم محمد شاهين أداءً مقنعًا في دور وسام، المدرس الذي يعاني من اضطراب "البيدوفيليا"، بينما يجسد أحمد السعدني شخصية طارق، الزوج السلبي الذي يجد نفسه وسط أزمة لم يكن مستعدًا لها. تلعب يسرا اللوزي دور رباب، الزوجة التي تعاني من الاكتئاب بسبب سلوك زوجها الغامض، فيما تقدم أمينة خليل شخصية نيللي، المرأة التي تكتشف تعرض ابن زوجها للتحرش، ما يدفعها إلى المواجهة رغم الضغوط. أما رانيا شاهين، فتظهر في دور زوجة وسام، التي تعاني من مشكلة جنسية مزمنة نتيجة للخوف والصدمة.


 تنطلق الأحداث من لحظة مفصلية عندما تتهم نيللي المدرس وسام بالتحرش بيوسف، ابن زوجها. تتفاقم الأمور عندما يعتدي طارق على وسام عن غير قصد، ما يؤدي إلى دخوله في غيبوبة. في النهاية، يتم حل الأمر بالتفاوض، حيث تتنازل نيللي عن بلاغ التحرش، بينما يتنازل وسام عن واقعة الضرب. المسلسل يعالج القضية بطرح هادئ، حيث يظهر تأثر الطفل يوسف بتجاهل المدرس له، بينما تبدو زوجة وسام مقتنعة بأنه مريض وضحية لحالته النفسية.
 في موازاة ذلك، تعاني نيللي من برودة علاقتها الزوجية، فتذهب إلى طبيبة نسائية بحجة شعورها بالألم أثناء العلاقة، ليأتي الحوار بينهما جريئًا دون تجاوز، وعلميًا دون ابتذال.


 يمتلك "لام شمسية" كل مقومات النجاح، بدءًا من الاسم ذي الدلالات العميقة، مرورًا بطرحه الصريح لموضوع حساس كالبيدوفيليا، وانتهاءً بفريق العمل المتميز، من كتابة مريم نعوم وورشة "سرد"، وإخراج كريم الشناوي. في موسم درامي يعج بالأحداث الصاخبة، يبرز "لام شمسية" كعلامة مضيئة، مقدّمًا معالجة درامية رصينة لقضايا مسكوت عنها.