ترامب: لا نريد صراعًا مع الصين لكننا مستعدون جيدًا لأي سيناريو

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده لا تسعى إلى الدخول في صراع عسكري مع الصين، لكنها في الوقت ذاته "مستعدة بشكل جيد للغاية" لأي مواجهة محتملة، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال لقائه بالصحفيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.
وقال ترامب: "لا نريد حربًا محتملة مع الصين، ولكن يمكنني أن أؤكد لكم أنه في حال حدوثها، فنحن على أتم الاستعداد للتعامل معها. ولا أريد أن أظهر ذلك لأحد"، مشيرًا إلى أن بلاده تحتفظ بقدرات عسكرية قوية تتيح لها التعامل مع أي تهديد محتمل.
وأضاف الرئيس الأمريكي أنه يعتزم التحدث مع نظيره الصيني شي جين بينغ، الذي وصف علاقته به بأنها "ممتازة"، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين يمكن أن تكون "جيدة جدًا"، لكن هناك مشكلات تجارية كبيرة يجب معالجتها. وأوضح ترامب أن العجز التجاري بين الولايات المتحدة والصين بلغ 1.2 تريليون دولار، وألقى باللوم على سياسات الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في تفاقم هذا العجز.
كما أكد ترامب أنه ينوي التطرق إلى عدة قضايا خلال محادثاته مع الرئيس الصيني، من بينها الرسوم الجمركية ومكافحة تهريب المخدرات، وهي قضايا وصفها بأنها حاسمة في العلاقات الاقتصادية والأمنية بين البلدين.
من جانبه، نفى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث وجود أي خطط عسكرية أمريكية ضد الصين، مشددًا على أن "البنتاغون لا يعمل على أي خطط سرية لمواجهة الصين عسكريًا"، في محاولة لتهدئة المخاوف بشأن تصاعد التوتر بين البلدين.
حماس تواصل الصمود رغم اعتداء الاحتلال العنيفة على المدنين
قالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية إن حركة حماس أظهرت قدرة على تحمل خسائر كبيرة ومواصلة القتال وإدارة قطاع غزة، رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت قادتها وبنيتها العسكرية، وذلك وفقًا لتحليل نشرته وكالة "رويترز".
وخلال الأسبوع الجاري، شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة أسفرت عن مقتل عصام الدعليس، رئيس متابعة العمل الحكومي، والذي يعد الرئيس الفعلي للحكومة في غزة، إلى جانب وكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة، في ضربة وصفتها تل أبيب بأنها محاولة لتقويض قدرة حماس على الحكم. كما أسفرت الهجمات عن مقتل عدد من قادة الحركة، في سياق حملة عسكرية تهدف إلى تقليص نفوذها في القطاع.
وبحسب مصادر داخل حماس، فإن الحركة تبنت نهجًا قياديًا جديدًا منذ مقتل يحيى السنوار، رئيس مكتبها السياسي، في أكتوبر الماضي. فقد انتقلت القيادة إلى مجلس أكثر توزيعًا للصلاحيات وأقل اعتمادًا على شخص واحد، بينما تراجعت قدرتها الصاروخية، مما دفعها إلى التركيز على حرب الشوارع. كما باتت قيادتها العسكرية والسياسية تعتمد بشكل متزايد على نقل الرسائل شفهيًا لتجنب اختراقات التجسس الإلكتروني.
ورغم الضربات الإسرائيلية المتلاحقة، لم ترد حماس إلا بإطلاق عدد محدود من الصواريخ على تل أبيب، في خطوة قد تعكس إعادة تقييمها للوضع العسكري أو تحضيرها لاستراتيجية جديدة في المواجهة المستمرة.
ويشير التحليل إلى أن الغارات الأخيرة أنهت هدنة استمرت لأسابيع، بعد حرب امتدت لـ15 شهرًا، حاولت خلالها إسرائيل القضاء على حماس من خلال هجمات جوية مكثفة وعمليات برية، ردًا على هجوم الحركة في السابع من أكتوبر 2023.
وفي ظل التوتر المتصاعد، يرى محللون أن قدرة حماس على الصمود أمام أي هجوم إسرائيلي جديد ستكون عاملاً حاسمًا في تحديد مسار الصراع، ومدى استمراره خلال الفترة المقبلة. ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا أن الهدف الرئيسي من الحرب هو تدمير حماس كقوة عسكرية وحاكمة، مضيفًا أن المرحلة الجديدة من العمليات تهدف إلى الضغط على الحركة لتسليم الرهائن المحتجزين لديها.
وتعكس مقابلات أجرتها "رويترز" مع مصادر من داخل الحركة وخبراء إسرائيليين وفلسطينيين أن حماس لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا رغم تراجع قدراتها. ويقول كوبي مايكل، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ومعهد مشغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية: "لا تزال حماس قائمة، ولا تزال تدير شؤون القطاع وسكانه، وتواصل جهودها لإعادة بناء قدراتها العسكرية".