اكتشاف عقار يساهم في الوقاية من مرض الزهايمر الوراثي

مرض الزهايمر .. في خطوة جديدة ومبشرة في مجال طب الأعصاب، تشير دراسة حديثة إلى أن عقارًا تجريبيًا قد يكون قادرًا على الوقاية من مرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين يملكون استعدادًا وراثيًا للإصابة بهذا المرض المدمّر.
ويعاني واحد من كل مئة شخص من مرض الزهايمر الوراثي السائد (DIAD)، وهو شكل موروث من الزهايمر يتسبب فيه جين معيب يُحمل من الآباء إلى الأبناء، مما يجعل الأشخاص الذين يحملون هذا الجين معرضين للإصابة بمرض الزهايمر في مرحلة مبكرة من حياتهم، بدءًا من الثلاثينيات إلى الخمسينيات.
الدواء التجريبي "غانتينيروماب" واختباراته
وأجرى الباحثون في ولاية ميسوري الأمريكية تجارب على عقار غانتينيروماب، الذي يعمل عن طريق استهداف البروتينات السامة التي تتراكم في الدماغ، والمعروفة بالأميلويد.
وكانت عمليات تطوير العقار توقفت في السابق بسبب النتائج المتباينة في الدراسات السابقة.
وتنص الدراسة الجديدة على أن إزالة تراكم الأميلويد قد تكون الخطوة الرئيسية في تأخير أو منع ظهور مرض الزهايمر.
نتائج مشجعة لمرضى الزهايمر الوراثي
في التجربة الحالية، شارك 73 شخصًا ورثوا جينًا معيبًا يُسمى PSEN2، الذي يرفع من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بشكل شبه مؤكد. هؤلاء المشاركون تم إعطاؤهم عقار "غانتينيروماب" بشكل منتظم على مدار ثماني سنوات.
وأظهرت النتائج أن العلاج خفّض من خطر تطور المرض إلى النصف، مما يعد اختراقًا مهمًا في مكافحة هذا النوع من الخرف.
وقال دكتور راندال باتمان، مدير الدراسة، إن هذه النتائج تشكل أول دليل علمي على إمكانية تأخير ظهور مرض الزهايمر، ما قد يشكل بارقة أمل لملايين الأشخاص الذين يعانون من خطر الإصابة بالمرض.
وعلى الرغم من أن الدراسة ركزت على مرضى الزهايمر الوراثي، إلا أن الباحثين يأملون أن تؤدي هذه النتائج إلى فتح آفاق لعلاج مرض الزهايمر في جميع أشكاله، سواء المبكر أو المتأخر.
ويعد تراكم الأميلويد في الدماغ عاملًا مشتركًا في جميع حالات الزهايمر، وتُظهر الدراسات أن هذا التراكم يبدأ منذ سنوات قبل ظهور الأعراض السريرية.
وبالتالي، فإن الأدوية المضادة للأميلويد قد تكون فعالة ليس فقط في علاج المرض ولكن أيضًا في الوقاية منه.
مستقبل الأدوية الوقائية لمرض الزهايمر
بينما جرى إيقاف تطوير انتينيروماب بعد النتائج المتباينة في التجارب السابقة، يشير العلماء إلى أن هناك أدوية مشابهة قيد التطوير يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في الوقاية من مرض الزهايمر.
ووفقًا للدكتور باتمان، قد تتيح هذه الأدوية تأخير ظهور الأعراض لدى المرضى المعرضين للخطر، ما يمنحهم سنوات إضافية من الحياة الصحية.
وتمثل نتائج هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق لكيفية الوقاية من مرض الزهايمر وتأخيره، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة به. إذا ثبتت فعالية هذه العلاجات، فقد تتغير حياة الملايين من المرضى حول العالم الذين يعيشون في ظل الخوف من الإصابة بهذا المرض المدمّر.