اغتنم الفرصة الآن.. العشر الأواخر من رمضان تبدأ الليلة
مع غروب شمس اليوم الخميس، بدأت العشر الأواخر من رمضان، تلك الليالي المباركة التي تحمل بين طياتها فضلًا عظيمًا، إذ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجتهد فيها أكثر من أي وقت آخر، ويحثّ أهل بيته على إحيائها. فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- قائلة: «كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» (أخرجه البخاري).
وتتجلى أهمية هذه الأيام في الدعاء الذي أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى»، وهو دعاء مختصر لكنه يحمل معاني عظيمة، حيث يجمع بين طلب المغفرة والتماس العفو الإلهي.
الاعتكاف والانقطاع عن المشاغل
كان الاعتكاف سنة ثابتة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في العشر الأواخر، إذ كان يعتكف في المسجد، متفرغًا للعبادة والتقرب إلى الله، كما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ» (أخرجه البخاري). ويجوز للمسلم، حتى إن لم يستطع الاعتكاف الكامل، أن ينوي الاعتكاف ولو لساعات قليلة عند تواجده في المسجد، وفقًا لبعض آراء الفقهاء.
فضائل العشر الأواخر من رمضان
تحمل هذه الأيام المباركة العديد من الفضائل، أهمها أنها تضم ليلة القدر، التي ميزها الله بخصائص عظيمة:
- نزول القرآن الكريم فيها، كما ورد في قوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (القدر: 1).
- تفضيلها على غيرها، إذ قال تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 3).
- تنزل الملائكة بكثرة فيها، مما يجعلها ليلة مباركة مليئة بالرحمات.
- أنها ليلة سلام، فلا يستطيع الشيطان أن يؤذي العباد فيها، كما قال الله تعالى: "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (القدر: 5).
- المغفرة لمن قامها، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه).
أعمال مستحبة في العشر الأواخر
ينبغي للمسلم أن يحرص على الاجتهاد في هذه الأيام، وذلك بالإكثار من الصلاة، وقيام الليل، وتلاوة القرآن، والذكر، والاستغفار، والتضرع إلى الله، وكذلك التماس ليلة القدر، ليفوز بفضلها العظيم.
