رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ألواح حجرية تحوي أدلة على أقدم بيروقراطية في التاريخ

الألواح الحجرة المكتشفة
الألواح الحجرة المكتشفة

تمثل الألواح الحجرية المكتشفة في بلاد ما بين النهرين نافذة نادرة لفهم البيروقراطية التي سادت في العصور القديمة. 

وعثر علماء الآثار من المتحف البريطاني ومجلس الآثار والتراث العراقي على أكثر من 200 لوحة إدارية بالإضافة إلى نحو 50 ختمًا أسطوانيًا، مما يسلط الضوء على الأنظمة الإدارية التي نشأت قبل حوالي 4000 عام.

البيروقراطية منذ العصور القديمة

تشير هذه الاكتشافات إلى أن البيروقراطية الحكومية كانت جزءًا أساسيًا من نظم الحكم في حضارة بلاد ما بين النهرين منذ حوالي 2300 قبل الميلاد. 

وتحتوي الألواح على نصوص مكتوبة بالخط المسماري، الذي كان يُستخدم لتوثيق الأنشطة الحكومية، بما في ذلك إدارة الأراضي وحركة السلع والخدمات. 

وتكشف الألواح عن حياة المواطنين في مدينة جيرسو السومرية تحت حكم سلالة آكاد، التي حكمت المنطقة حوالي 150 عامًا.

توثيق حياة المواطنين والتجارة

تعتبر هذه الألواح مصدرًا قيمًا لفهم الحياة اليومية في تلك الفترة. فهي تحتوي على أسماء الأشخاص الحقيقيين ومهنهم، بالإضافة إلى سجلات دقيقة تخص السلع مثل الدقيق والشعير، بالإضافة إلى الخبز والبيرة، والطيور، والأسماك. كما أنها تسجل عمليات التسليم والنفقات، مما يظهر كيف كانت إدارة هذه الموارد جزءًا من النظام الإداري المعقد الذي كان يدار في ذلك الوقت.

أدوات التحكم الإمبراطوري

من بين المعلومات الهامة التي تقدمها هذه الألواح، يتم ذكر نظام القياسات الموحدة الذي فرضه الحكام الأكاديون، والذي شمل وحدة قياس خاصة للدقيق والشعير تُدعى "أكاد جور"، وهو ما يمكن مقارنته بالنظام القياسي البريطاني الذي نعرفه اليوم. هذا النظام كان يهدف إلى ضبط حركة السلع وضمان توزيعها بشكل عادل.

موقع الألواح وأهميتها التاريخية

تم العثور على الألواح في موقع جيرسو، الذي كان في السابق مدينة مزدهرة تقع في جنوب العراق. هذا الموقع كان جزءًا من الإمبراطورية الأكادية في فترة حكم الملك سرجون. وعلى الرغم من أن الألواح قد لا تحتوي على الأدب السومري الشهير مثل "ملحمة جلجامش"، فإنها تقدم رؤى هامة حول النظام الإداري والتنظيمي لهذه الحضارة العريقة.

مستقبل الاكتشافات

تعد هذه الألواح بمثابة خطوة مهمة لفهم أعمق لكيفية تطور الأنظمة البيروقراطية عبر العصور. ووفقًا لسيباستيان ري، أمين متحف بريطانيا لآثار بلاد ما بين النهرين ومدير مشروع جيرسو، "هذه النصوص توفر لنا دليلًا ملموسًا على وجود أنظمة إدارية كانت تهيمن على حياتنا منذ آلاف السنين."

من المقرر نقل هذه الاكتشافات إلى المتحف العراقي في بغداد، مع احتمالية إعادتها إلى المتحف البريطاني بعد إتمام المزيد من الدراسات عليها، لتظل شاهدًا حيًا على أقدم أشكال البيروقراطية في تاريخ البشرية.