تكريم حفظة القرآن الكريم بمركز شباب قرية سالم بالدلنجات

في مشهد مهيب يُجسد جمال القرآن الكريم وتأثيره العميق في نفوس الأجيال، نظّمت مديرية الشباب والرياضة بمحافظة البحيرة، إدارة شباب الدلنجات، احتفالية كبرى لتكريم حفظة كتاب الله من أعضاء مركز شباب قرية سالم، وذلك يوم الأحد 16 مارس 2025م، امتلأ المكان بروح الإيمان والفرحة، حيث اجتمع المكرمون وأهاليهم وسط أجواء روحانية احتفاءً بتفوقهم في حفظ كلام الله عز وجل.
شهدت الاحتفالية حضورًا كبيرًا ضم أكثر من 200 متردد ومستفيد من أنشطة مركز الشباب، إلى جانب نخبة من الشخصيات البارزة في محافظة البحيرة، مما منح الحفل طابعًا خاصًا يعكس اهتمام الدولة والمجتمع المحلي بتكريم حفظة القرآن الكريم.
وكان من بين الحاضرين الأستاذة أمل الدفراوي وكيل المديرية للشباب والقائم بأعمال مدير عام مديرية الشباب والرياضة بالبحيرة، و الأستاذ محمد مسعود رئيس مركز ومدينة الدلنجات، و الأستاذ محمد الكيلاني نائب رئيس المركز، و الأستاذ محمد إبراهيم قنديل رئيس قرية الوفائية، و الأستاذ عوض زهران مدير إدارة الشباب والرياضة بالدلنجات، و عدد كبير من رجال الدين والدعاة والعلماء والشخصيات العامة الذين حضروا لدعم وتشجيع هؤلاء النماذج المشرّفة.
بدأت الاحتفالية بأعذب الأصوات، حيث صدحت آيات القرآن الكريم من أفواه الحفظة المكرمين، فعمّ المكان جو من الخشوع والرهبة، تلاه السلام الجمهوري المصري، الذي ردّده الحضور بحماسة وفخر، في مشهد يجمع بين حب الدين وحب الوطن.
بعد ذلك، بدأت مراسم التكريم، حيث تم توزيع الجوائز على حفظة القرآن الكريم الذين أبدعوا في حفظه وتجويده، ليحصدوا ثمار جهدهم الكبير وتفانيهم في تعلم وتعليم كتاب الله عز وجل.
أقيم هذا الحفل تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، تأكيدًا على حرص القيادة السياسية على دعم الشباب وتشجيعهم على حفظ القرآن الكريم، وترسيخ القيم الدينية والأخلاقية التي تساعد في بناء جيل صالح قادر على خدمة وطنه ومجتمعه.
كما جاء تنظيم الحفل بتوجيهات من الأستاذة أمل الدفراوي، وكيل مديرية الشباب والرياضة بالبحيرة، وبإشراف إدارة شباب الدلنجات، التي بذلت جهودًا كبيرة لضمان خروج الاحتفال بأفضل صورة، تعكس قيمة هذا الحدث وأهميته في حياة المكرمين.
لم يكن هذا الاحتفال مجرد تكريم لحفظة القرآن الكريم فحسب، بل كان رسالةً قويةً بأهمية القرآن في بناء الإنسان والمجتمع. فمن خلال هذه المبادرة، يسعى القائمون عليها إلى تحقيق عدة أهداف مهمة، أبرزها:
تشجيع الشباب على حفظ القرآن الكريم، وتعزيز ثقافة الاهتمام بتلاوته وتدبر معانيه، ترسيخ القيم الأخلاقية المستمدة من القرآن، بما يساهم في تنشئة جيل يتحلى بالأخلاق الحميدة والسلوك القويم، إبراز أهمية دور مراكز الشباب في دعم القيم الدينية والاجتماعية، وإتاحة الفرص أمام الشباب لتنمية مهاراتهم الدينية والثقافية، بناء جيل واعٍ ومثقف قادر على تحمل المسؤولية وخدمة الوطن، حيث يعد حفظ القرآن الكريم دليلاً على انضباط الإنسان وحرصه على الالتزام بالقيم النبيلة.
لم تكن فرحة المكرمين بالجوائز فقط، بل كانت لحظة التكريم بمثابة تتويج لسنوات من الجهد والمثابرة.
وقف الحافظون على منصة التكريم بقلوب تخفق بالسعادة، فيما ملأت الدموع عيون أهاليهم الذين رأوا في هذه اللحظة ثمرة تعبهم وجهودهم في دعم أبنائهم لحفظ كتاب الله.
أحد الآباء، الذي بدا التأثر واضحًا على وجهه، عبّر عن فرحته قائلًا: "هذه أسعد لحظة في حياتي.. ابني أصبح من حفظة القرآن الكريم، وهذا أكبر إنجاز له ولي كأب، أشكر كل من ساعده على هذا النجاح، وأتمنى أن يستمر دعم هذه الفعاليات التي ترفع من قيمة القرآن في قلوب الشباب."
كلمات مؤثرة من الضيوف والمسؤولين
في كلمتها خلال الحفل، عبّرت الأستاذة أمل الدفراوي عن اعتزازها الكبير بهذا الحدث، مؤكدةً أن دعم حفظة القرآن الكريم هو استثمار في المستقبل، حيث أن هؤلاء الشباب سيكونون قادة المستقبل الذين ينهلون من تعاليم الدين القويم لتحقيق التقدم والازدهار.
وأضافت: "القرآن الكريم ليس مجرد كتاب يُحفظ، بل هو منهج حياة يُطبق، نحن نكرم اليوم من حملوا هذا النور في صدورهم، ونتمنى لهم مزيدًا من النجاح والتفوق في حياتهم."
كما أشار الأستاذ محمد مسعود، رئيس مركز ومدينة الدلنجات، إلى أهمية دور مراكز الشباب في تنمية القيم الدينية، مؤكدًا أن هذه المبادرات يجب أن تستمر وتتوسع، لتشمل أكبر عدد ممكن من الشباب، وتحفزهم على الاهتمام بالعلم والدين معًا.
نجاح الاحتفال ودعوات لاستمراره سنويًا
حقق الاحتفال نجاحًا كبيرًا، حيث لقي إشادة واسعة من الحاضرين، سواء من المسؤولين أو الأهالي أو المكرمين أنفسهم، وتمنى الكثيرون أن تصبح هذه الفعالية حدثًا سنويًا يُكرم فيه الحافظون الجدد، ويكون دافعًا للشباب الصغير لبدء رحلة الحفظ والتدبر.
وفي ختام الحفل، التُقطت الصور التذكارية مع المكرمين، فيما تبادل الحضور التهاني والتبريكات، وسط أجواء مفعمة بالسعادة والرضا، ليختتم الاحتفال على وعدٍ باستمرار هذه الجهود التي تنير العقول والقلوب.
القرآن نور لا ينطفئ.. رسالة تتجدد في كل جيل
يُعد هذا الاحتفال نموذجًا حيًا لكيفية بناء أجيال قادرة على الجمع بين الإيمان والعلم، بين الدين والعمل، وبين الروحانية وخدمة الوطن. فالقرآن الكريم ليس مجرد كلمات تُتلى، بل هو منهجٌ يسير عليه الإنسان ليكون عنصرًا فاعلًا في المجتمع، متسلحًا بالإيمان والقيم النبيلة.
رحلة حفظ القرآن الكريم ليست سهلة، ولكنها نور يضيء الدرب، وهؤلاء الشباب المكرمون أثبتوا أن بالإرادة والتصميم يمكن الوصول إلى القمة، وأن تكريمهم اليوم هو مجرد بداية لطريقٍ طويل من العطاء والإيمان والعمل الصالح.
هكذا كان الاحتفال في مركز شباب قرية سالم.. نورٌ في القلوب، وبهجة في العيون، وعهدٌ جديدٌ مع القرآن لا ينتهي أبدًا.

