لافروف يدعو واشنطن والحوثيين إلى وقف التصعيد واللجوء للحوار السياسي

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، إلى الوقف الفوري لاستخدام القوة من جميع الأطراف في اليمن، وضرورة تغليب الحوار السياسي لحل الأزمة، وذلك في أعقاب الضربات الأمريكية ضد جماعة الحوثي في منطقة البحر الأحمر. 

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها اليوم الأحد، أن المحادثة الهاتفية جاءت بمبادرة من الجانب الأمريكي، حيث أبلغ روبيو نظيره الروسي ببدء عملية عسكرية أمريكية ضد الحوثيين. 

وأضاف البيان أن لافروف شدد على "ضرورة الوقف الفوري لاستخدام القوة من جميع الأطراف، وأهمية الدخول في حوار سياسي لمنع إراقة المزيد من الدماء". 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أصدر أوامره، الليلة الماضية، للجيش الأمريكي بشن عمليات عسكرية "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن، متهمًا إياهم بشن "هجمات إرهابية وعمليات قرصنة ضد السفن والطائرات الأمريكية في المنطقة". 

وفي المقابل، اعتبر الحوثيون أن الغارات الأمريكية تمثل "عدوانًا سافرًا على دولة مستقلة"، مؤكدين أن "الرد على هذا العدوان سيكون موجعًا"، وأن استهداف المدنيين "لن يثنيهم عن مساندة غزة، بل سيؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة". 

وأفادت التقارير الواردة من اليمن بأن الضربات الأمريكية استهدفت مواقع في صنعاء وصعدة، وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 45 شخصًا. 

ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الحوثيين عزمهم استئناف العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، اعتبارًا من يوم الثلاثاء، بعد أن كانوا قد علقوا تلك الهجمات بموجب وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة "حماس" في 19 يناير الماضي.

حماس تدين الغارات الأمريكية البريطانية على اليمن وتصفها بـ"العدوان على الأمة"

أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأحد، الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع في اليمن، ووصفتها بأنها "عدوان على الأمة بأسرها" وانتهاك صارخ للقانون الدولي ولسيادة واستقرار اليمن. 

وقالت الحركة في بيان رسمي: "ندين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأشد العبارات العدوان الجوي الأمريكي البريطاني الإجرامي الذي استهدف حيا سكنيا في العاصمة اليمنية صنعاء، ونعدّه انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، بالاعتداء على سيادة واستقرار اليمن الشقيق". 

وأعربت "حماس" عن تضامنها الكامل مع اليمن وشعبه، مشيدة بمواقفهم الداعمة للقضية الفلسطينية، ولا سيما في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي وصفتها الحركة بـ"حرب إبادة جماعية". 

وفي السياق ذاته، حذر القيادي في الحركة سامي أبو زهري من أن "هذا العدوان على اليمن يدفع المنطقة نحو المزيد من التصعيد والتوتر"، مشدداً على أن تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم لن يكون إلا بإنهاء "الاحتلال الإسرائيلي" وحل القضية الفلسطينية بشكل عادل. 

كما دعا أبو زهري المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما وصفه بـ"الانتهاكات الأمريكية المتواصلة"، معتبرًا أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي يمثل "جوهر الصراع" وأساس تحقيق الاستقرار في المنطقة. 

ويأتي هذا الموقف بعد إعلان جماعة "أنصار الله" الحوثية عن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الأمريكي في محافظتي صنعاء وصعدة إلى 45 قتيلاً وجريحًا، وسط تصاعد التوتر في المنطقة. 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أصدر أوامره، يوم السبت، بشن عمليات عسكرية "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن، متهمًا إياهم بتنفيذ "هجمات إرهابية وعمليات قرصنة ضد السفن والطائرات الأمريكية في المنطقة". 

من جهتهم، أكد الحوثيون أن الغارات الأمريكية على اليمن تمثل "عدوانًا سافرًا" على دولة مستقلة، مشيرين إلى أن استهداف المدنيين "لن يثنيهم عن مساندة غزة"، بل سيؤدي إلى تصعيد الموقف في المنطقة. 

يذكر أن الحوثيين كانوا قد أعلنوا عزمهم استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، بدءًا من الثلاثاء المقبل، وذلك بعد تعليقها في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي.

بدء نقل جثامين الشهداء من مستشفى الشفاء في غزة وسط أوضاع إنسانية صعبة 

أعلن مدير مستشفى الشفاء في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، اليوم الأحد، عن بدء عملية نقل جثامين الشهداء من ساحات المستشفى إلى مقابر تليق بهم، وذلك لحفظ كرامتهم وسط الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تعيشها المدينة. 

وقال أبو سلمية، في تصريح لقناة "إكسترا نيوز"، إن المستشفى بحاجة ماسة إلى الأرض التي تمتلئ بالجثامين، لاستخدامها في إنشاء مستشفيات ميدانية بديلة بعد التدمير الكامل لمجمع الشفاء الطبي بفعل القصف الإسرائيلي. 

وأكد أن هذا القرار تم اتخاذه بالتنسيق مع الجهات المختصة في مدينة غزة، مشيرًا إلى أهمية توفير جميع السبل اللازمة لاستيعاب المرضى والمصابين، وأضاف:  "نحن بحاجة لكل سرير داخل هذا المجمع، واتخذنا هذه الخطوة لضمان أن تكون هناك أماكن مناسبة ومقابر تليق بشهدائنا". 

وكانت فرق الدفاع المدني الفلسطيني قد أعلنت في وقت سابق عن انتشال عشرات الجثامين من ساحات مستشفى الشفاء، حيث تحولت ساحاته إلى مقبرة جماعية خلال فترة الحصار الخانق الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على المجمع الطبي وسط الحرب المستمرة. 

وتشهد غزة أزمة إنسانية خانقة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، وسط مطالبات دولية بوقف الاستهداف الممنهج للبنية التحتية الصحية في القطاع، والذي أدى إلى انهيار شبه كامل للخدمات الطبية.