مفتي الجمهورية: التفكر في الكون سبيل للوصول إلى الإيمان الحق

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن التفكر هو بوابة أساسية للوصول إلى الإيمان بالله ومعرفة الحقائق الكبرى التي تحكم الكون والحياة.
وشدد على أن الإسلام يحث على التأمل والتدبر في ملكوت السماوات والأرض والنفس الإنسانية، وهو ما جسدته قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حين قاده التفكر العميق إلى إدراك وجود خالق واحد أزلي.
جاء ذلك خلال اللقاء الرمضاني اليومي للمفتي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي"، حيث تناول أهمية العقل في الإسلام، وضرورة تحقيق التوازن بين النقل والعقل في فهم النصوص الدينية.
وأوضح المفتي أن القرآن الكريم يعرض نموذجًا فريدًا في قصة سيدنا إبراهيم، الذي نظر إلى النجوم والكواكب والشمس واستنتج بعد تأمل عميق أنها ليست آلهة، لأنها تخضع للتغير والتحول، مما قاده إلى الإيمان بإله واحد لا يتغير.
واستشهد بقوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]، وقوله: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53].
وفي سياق حديثه، شدد المفتي على أن الإسلام لم يضع العقل في مواجهة مع النصوص الدينية، بل جعله أداة لفهمها، مستشهدًا بآراء العلماء الذين أكدوا أن العقل والنقل يكمل أحدهما الآخر.
وأوضح أن الادعاءات التي تروج لوجود تعارض بينهما ناتجة عن سوء فهم أو أهواء شخصية، مشيرًا إلى أن الإسلام يعتبر العقل من مصادر التشريع، كما يظهر في مبدأ القياس الذي يعتمد على أسس شرعية وعقلية في آن واحد.
كما تطرق المفتي إلى قضايا معاصرة، مثل الطلاق عبر وسائل التواصل الحديثة، مؤكدًا أن الطلاق لا يقع عبر الرسائل النصية إلا إذا ثبتت نية الزوج بوضوح، كما حذر من التسرع في التلفظ بالطلاق أو استخدامه في المعاملات التجارية.
وفي ختام حديثه، أكد مفتي الجمهورية أن التأمل في الكون وفهم النصوص الدينية وفق ضوابط علمية هو السبيل إلى إدراك عظمة الخالق والوصول إلى اليقين، مشددًا على أن الإسلام دين العقل والتدبر، وأن الجمع بين النقل والعقل هو الطريق الصحيح لفهم الدين.