رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حدث في رمضان (3).. اغتالت فرقة الحشاشين الوزير نِظامُ المُلك الطوسي

بوابة الوفد الإلكترونية

في العاشر من شهر رمضان عام 485 هـ (الموافق 14 أكتوبر 1092 م)، اغتيل الوزير العالم نظام الملك الحسن بن علي الطوسي على يد أحد أفراد فرقة الحشاشين، وذلك خلال رحلته من أصفهان إلى بغداد، حيث تعرض لطعنة غادرة أنهت حياته، لكنه رحل تاركًا إرثًا علميًا وإداريًا خلد اسمه في صفحات التاريخ.

مسيرة علمية وإدارية حافلة

 

وُلد نظام الملك عام 408 هـ في نواحي طوس بخراسان، ونشأ محبًا للعلم والأدب. بدأ مسيرته السياسية حين التحق بخدمة داود بن ميكال بن سلجوق، والذي لاحظ ذكاءه وقدرته الفائقة على الإدارة، فضمّه إلى بلاط ابنه السلطان ألب أرسلان. ومع تولي الأخير السلطة، عُيِّن نظام الملك وزيرًا له، واستمر في منصبه حتى عهد السلطان ملكشاه، حيث كان الرجل الأول في إدارة شؤون الدولة، ونجح في توسيع نفوذها وترسيخ دعائمها.

رجل دولة ومُصلح تعليمي

لم يكن نظام الملك مجرد سياسي بارع، بل كان عالمًا محبًا للمعرفة، مدركًا أن ازدهار الأمم لا يتحقق إلا بنشر العلم. لذلك أسس المدارس النظامية، التي حملت اسمه، في بغداد ونيسابور وطوس، وكانت منارات علمية استقطبت كبار العلماء مثل الإمام الغزالي. وقد ساهمت هذه المدارس في تخريج أجيال من الفقهاء والمفكرين، وأسهمت في نشر المذهب السني وتعزيز الثقافة الإسلامية.

التواضع والتسامح حتى اللحظة الأخيرة

عُرف نظام الملك بتواضعه وحكمته، وكان مجلسه ملتقى للعلماء والأدباء، حيث كان يشجع البحث العلمي ويكرم العلماء. وعندما تعرض للاغتيال غدرًا، كانت آخر كلماته تعبيرًا عن سماحته وصفاء روحه، حيث قال:
"لا تقتلوا قاتلي، قد عفوتُ، لا إله إلا الله".

بهذه الكلمات، اختتم نظام الملك حياته التي كانت مثالًا في الإصلاح والعلم والعدل، تاركًا بصمة خالدة في التاريخ الإسلامي، وجعلت منه نموذجًا يُحتذى به في الحكم والإدارة والعلم.