همسة طائرة
تحتفل مصر سنويًا فى التاسع من مارس بـ«يوم الشهيد»، تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذى استشهد عام 1969 أثناء تواجده فى الصفوف الأمامية لجبهة القتال خلال حرب الاستنزاف.. وفى كلمته خلال الندوة التثقيفية الـ41 للقوات المسلحة بمناسبة «يوم الشهيد» أكد الرئيس السيسى أهمية تضحيات الشهداء فى تحقيق الاستقرار والأمان لمصر، مشيرًا إلى أن هذه التضحيات مهدت الطريق لمسيرة البناء والتنمية التى تشهدها البلاد حاليًا. كما شدد على التزام الدولة برعاية أسر الشهداء، مؤكدًا أن مصر لا تنسى أبناءها الأوفياء وستظل دائمًا سندًا لهم..
<< ياسادة.. كلمات الرئيس السيسى لم تخرج عن كونها كلمات هى نبض قلوب وعقول كل المصريين وخاصة أهالى الشهداء وخاصة أن كلمات الرئيس مست القلوب لأنها كانت صادقة وخارجة من القلب.
<< يا سادة.. يظل الفريق أول عبدالمنعم رياض أيقونة ورمز «يوم الشهيد» بعد أن أعلنت مصر يوم التاسع من شهر مارس من كل عام يومًا للشهيد فى أعقاب انتصارها فى حرب أكتوبر المجيدة.. وتحتفل مصر منذ 9 مارس 1969 وحتى اليوم بيوم الشهيد المصرى تخليدًا لاستشهاد الفريق الأول عبدالمنعم رياض أثناء حرب الاستنزاف، حيث توفى رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق فى هذا اليوم حينما توجه للجبهة ليتابع نتائج قتال الجنود ويبث الروح المعنوية فى الجنود البواسل بعد معركة قوية مع العدو فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف.. وذلك عندما توجه الجنرال الذهبى إلى موقع لسان التمساح وهناك أصيب إصابة مميتة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران فارق على أثرها الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية.. منح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية (أكبر وسام عسكرى فى مصر) تكريمًا لاسم القائد الراحل معتبرًا يوم استشهاده يوما للشهيد المصرى.. كما قامت مصر بتخصيص واحد من أكبر ميادين القاهرة للشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض وأطلقت اسمه عليه فى ميدان التحرير.
<< يا سادة.. يظل يوم الشهيد هو رمز الاعتزاز والفخر بأشرف دماء سالت دفاعًا عن تراب الوطن وهم «شهداء مصر» الذين يضحون بأنفسهم فى سبيل الوطن وهو مناسبة للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن، فالمصريون قوم لهم مع الشهادة والشهداء قدر وباع وتاريخ طويل ويحتفلون بها وبهم كما يحتفلون بأفراحهم ويحيون فى هذه المناسبة الكثير من ألوان التكريم والتقدير فى مناسبات عديدة تخليدًا للتضحية وسموا بقيمتها النبيلة.. ونحن نجدد العهد عامًا بعد الآخر بالوفاء والدعاء والاحتفاء بشهدائنا الأبرار حماة الوطن ودرعه المتين وسيفه البتار الذى لا يتردد لحظة فى بذل الروح والدم فداءً لوطنه لنحتفل بيوم الشهيد ونتذكر أبطالنا الكثر الذين أسلمت أرواحهم لبارئها وتخلدت ذكراهم بقلوبنا وعقولنا وسجلات تاريخنا المشرفة.
<< يا سادة.. تحرص القوات المسلحة المصرية سنويًا على إحياء يوم الشهيد من خلال استقبال أسر الشهداء والمحاربين القدامى وتكريمهم وتعريف الجماهير المصرية ببطولاتهم وتضحياتهم فى سبيل الوطن.. كما يحرص الرئيس ووزير الدفاع على إحياء هذا اليوم بوضع إكليل الزهور على النصب التذكارى لشهداء القوات المسلحة.. ولعل الفيلم التسجيلى «القطرة» الذى يتطرق إلى القطرات التى يستنزفها الإنسان فى سبيل تحقيق الإنجازات والتطورات وتغيير الواقع فى البلاد سواء أكانت قطرات من العرق أو الدم أو الدمع على شهداء الوطن هو رمز وتأكيد لقيمة التضحيات.. حيث يسلط الفيلم التسجيلى على إحدى الكلمات السابقة للرئيس السيسى التى قال فيها «يا مصريين فى ثمن كبير قوى دُفع من أجل بقاء باقى الشعب، وأقل ثمن يمكن أن يدفع الآن هو أننا نحافظ على تضحيات زينة شباب مصر التى بذلت من أجل بقاء الشعب».
<< يا سادة.. إنه ومع امتداد الحروب الحديثة وزيادة الخسائر فى الأفراد وصعوبة التعرف على هويتهم حرصت الدول على إقامة رمز يمجد ذكرى شهدائهم ووفاءً لمن ضحوا بأرواحهم لنصرة أوطانهم.. لذلك فقد أقامت مصر نصبًا تذكاريًا يليق بالانتصار ويرسخ تقاليد القوات المسلحة فى الوفاء بشهدائها عبر العصور من واقع الحضارة المصرية.. وصُمم على شكل هرم خرسانى مفرغ على مساحة 10 آلاف متر مربع وبارتفاع 32 مترًا ويتكون من أربعة أضلاع لكل منها وجهان مسطحان بمساحة تصل إلى 325 مترًا مربعًا وتحتوى كل وجهة على 18 سطرًا من الكتابة البارزة سُجل عليها أسماء رمزية لشهداء مصر فى مختلف الحروب.. كما دُفنت رفاة لأحد الشهداء المجهولين داخل النصب ليصير رمزًا للجندى المجهول تبدأ عنده احتفالات مصر القومية كما تقصده الزيارات والوفود الأجنبية رفيعة المستوى للوقوف تحيةً وإجلالًا لأرواح الشهداء.. كما أقامت القوات المسلحة نصبًا تذكاريًا بمقابر شهداء الحروب فى عدة مناطق فشيدت مقابر لشهداء الجيش الثانى الميدانى وأخرى لأبطال أكتوبر من شهداء الجيش الثالث الميدانى ونصبًا تذكاريًا لشهداء البحرية والدفاع الجوى.. كما أقامت المناطق العسكرية نصبًا تذكاريًا للشهداء من أبناء المحافظات التى تدخل فى نطاق تلك المناطق، حيث يقوم القادة والمحافظون بوضع أكاليل الزهور خلال الاحتفالات القومية والأعياد الوطنية المختلفة.
<< همسة طائرة.. تحية لرجال الجيش والشرطة حماة الوطن فى كل وقت وأوان.. تحية لشهداء الجيش والشرطة الذين يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل أن نحيا حياة غالية كريمة.. أما أنت سيادة الرئيس فما نستطيع قوله إنه إذا كنا قدرك فليعنك الله علينا.. وإن كنت قدرنا فجزاك الله ورجالك خير الجزاء عن كل لحظة أمن وأمان شعرت بها كل أم باتت تبكى الليالى الطوال خوفًا على مستقبل أبنائها.. ومن الأجيال القادمة ألف شكر على مستقبل مشرق وضحت معالمه وسط ضباب كان يغلف الأمة مرة باسم الفساد السياسى ممثلًا فى الحزب الوطنى.. ومرة باسم الدين ممثلًا فى الإخوان المسلمين.. ويظل تقدم مصر ورفعتها هو وعد من وعود رئيس مخلص مع وطنه وشعبه بأن تصبح مصر «أم الدنيا أد الدنيا» وكل يوم وساعة ولحظة يشهد المجتمع المصرى تقدمًا وأمنًا وأمانًا يذكرنا بهذا اليوم العظيم.. «فسلام سلاح وتحية لشهداء مصر فى يوم الشهيد».